الجمعة، 11 أكتوبر 2013

برق ورعد

شعر: هنا مسالمة




ذاتَ شتاءٍ طويل
ضمَّني المطرُ إلى صدر السماء
وبكى جنوناً
عانق الطين، وكان خائفا مني
وأنا طفلة يبتسم المستقبل لملامحي
وادعةٌ في غابات الدمع المنسدل على صحارى الليل الدافئ
كان خائفاً دوماً من أنوثتي التي كبرت بعقلي
 ولم تظهر على جسدي بعد
كان يغفو الليل على كتفِ النهار
ويتوسل للشمس أن لا تشرق لي
دوماً كان تائها بين اسمي واسمي معاً
واسمه كان أول مقطوعة عزفت على أوتار صوتي
 منذ ان نطقته، أجدت الغناء
وصوتي صار يشدو به كالعصافير
***
لن تغفر لي الريح جنون الرعد
 مع أن الرعد سيد نفسه
 لايتلقى أوامر المطر، ولا صواعق الحنين
 ولابرق الذكريات
 الرعد حر يرعب من يشاء بهدير الموت والحياة
 بشهيق الأنات
 وعويل المسابح التى اعتادت الدفء
 كقرية صغيره كل قطرات مياهها تعرف بعضها
 وفجأة نقمت عليها الغيوم
 وحلت عليها لعنة الجنون
 فتفرقت القطرات وانتحر اللقاء
وسكن الرحيل أنقاظ الفرح
تجاوزت خط الموت فأنجبت حياة شقية
حضنت النسيان بكل ما أوتيت من بقايا الطغيان
***
سأغمرك الآن بعين الضمير
 واسأل الحجر في يسارك:
 هل لان الفخار بعد حرقه؟
 أم أصبح أداة تُكسر، إذا وقعت لمرة واحده فقط؟
 كان التراب يُحالفه الحظّ كثيراً بالتناسي
 يَنسى مِن أين أتى وكيف أتى
 حتى عانقه الماء بشهوة أنجبت صلصال الحب
 وتشكل على أن لا يحب غيرك
 ***
لا تنظر لي بعين المرض
 فبداخلي نعيم يسحق الوجع بضفائر غجرية
ويُلوّن القمر بصبح ملبد بالعطر
لاتشق خصر كبريائي
فلعنة السكاكين لايجدر بها أن تحل عليّ
غادرْ دون دماء
من مثلك لايجيد العزف على شَعري
من مثلك لايجيد حضن شفاهي
 ومن مثلي لايتقن هجاءك  
سأستعيدني منك، وأعيد تأليفي من جديد
لن أشنق الضمَّ ولن أستسلم للسكون
 سأكون حرة كألفٍ ممتدة لا تقف عند أحد
 ولا تصل لحد
***
كنت سيّافا لغرامنا
فقطعتَ رأسَ القلب بأسنانك
 وتركته ينزف آخر قطرة من لقائك  
نفذ صبري عليّ وعليك
وتحديت نفسي أن أقتلك بي
 فهل سأنجح
هل سأنجح أيها الدموعيُّ الجميل  
هل سأنجح بأن أهزم شرايني
 وأشرع مراكب طغيانك للرحيل
كم أحبك 


اقرأ أيضاً على حبيبتنا

أنشودة العرب، شعر: علي طه النوباني  

بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا  

الأزمة الاقتصادية، ومصالح الطبقات  

قراءة في رواية دموع فينيس لعلي طه النوباني  

عَهْدُ فلسطين - عهد التميمي  

كذبة نيسان  

الشوكُ جميلٌ أيضا  

«مدينة الثقافة الأردنية».. مراجعة التجربة لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات  

المشنقة  

البيطرة  

قصة نظرة  

عملية صغرى  

سيجارة على الرصيف  

بالشوكة والسكين والقلم  

نهاية التاريخ؟ مقالة فرانسيس فوكوياما  

الدولة العربية الإسلامية / الدولة والدين/ بحث في التاريخ والمفاهيم  

شهامة فارس  

جذورالحَنَق الإسلامي برنارد لويس  

صِدام الجهل : مقالة إدوارد سعيد  

صدام الحضارات؟ صموئيل هنتنغتون 

الفضائيات والشعر  

كأسٌ آخرُ من بيروت 

عمّان في الرواية العربية في الأردن": جهد أكاديمي ثري يثير تساؤلات 

تشكّل الذوات المستلبة  

مشهد القصة بين الريف والمدينة  

وحدة الوجدان والضمير  

«المنجل والمذراة».. استبطان الداخل  

دور المثقف والخطاب العام  

جرش: حديث الجبال والكروم  

في شرفة المعنى 

المثاقفة والمنهج في النقد الأدبي لإبراهيم خليل دعوة للمراجعة وتصحيح المسيرة  

!!صديق صهيوني  

عنترُ ودائرةُ النحس  

فجر المدينة  

مقامة الأعراب في زمن الخراب  

دورة تشرين 

الغرفُ العليا  

الصيف الأصفر  

حب الحياة: جاك لندن 

قصة ساعة كيت تشوبن 

قل نعم، قصة : توبايس وولف 

معزوفة الورد والكستناء  

منظومة القيم في مسلسل "شيخ العرب همام"  

ملامح الرؤية بين الواقعية النقدية والتأمّل  

الرؤية الفكرية في مسلسل «التغريبة الفلسطينية»  

"أساليب الشعريّة المعاصرة" لصلاح فضل - مثاقفة معقولة  

كهرباء في جسد الغابة  

جامعو الدوائر الصفراء  

صَبيَّةٌ من جدارا اسمُها حوران  

 


هناك 5 تعليقات:

  1. لوحة جميلة توحي بخيال واسع وأنيق ، وفيها صور فنية جميلة جداً جداً ، لكنها تعاني في بعض المواضع من تيه يعاني منه المتذوق في إستدارك أفكار النص
    وفقك الله أختي إلى كل خير

    ردحذف
  2. رائع جدا، كلماتكِ أدخلتني معتركاً شتوياً بين الرعد والمطر والصواعق .... معتركاً يضيع فيه أقوى الناس بين سكاكين الدنيا وخناجر القدر
    ولكن الختام جاء صاعقا أيضا فالسؤال بديهي والجواب عنوان القصيدة .... نعم
    وهكذا هو الحب .
    أبدعتِ أتمنى لكِ التوفيق

    ردحذف
  3. كعادة الروعة والجمال
    أن يخرجوا منكْ

    ردحذف
  4. رائعة جداا

    ردحذف
  5. روعة ..فلقد اخبرتك يوما أنك ستصبحين شاعرة فأنتي اليوم يعجز اللسان عن الوصف .

    ردحذف