الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

البيطرة



قصة قصيرة بقلم: علي طه النوباني

كان الأستاذ موسى مربوع القامة، أسمر ذا وجه واسع يميل إلى المربع أكثر من الدائرة أو الشكل البيضوي، يرتدي نظارات ذات إطار بلاستيكي أسود، وكان جاداً للغاية حتى أني لا أذكر أبداً أنه ابتسم على الرغم من أنه كان معلمَ صفي لكل المواد في الصفين الأول والثاني الابتدائي.
كنت الوحيد الذي يمشي على عكازين في صفي، بل في المدرسة كلها. وأذكر مرة أن الأستاذ موسى قال للطلاب: غذاً لدينا حصة نشاط، سوف نذهب إلى عيادة البيطرة سيراً على الأقدام، فتقافز الطلاب فرحا. وشغل ذهني في تلك اللحظة بالتفكير في معنى الكلمة: ب ي ط ر ة ، هكذا هجأتها علّي أصل إلى معناها.
في اليوم التالي دخل الأستاذ موسى إلى الصف، فاستقبله الطلاب بفرح وصخب. وأخذ يتلو عليهم التعليمات: امشوا على الرصيف، احذروا السيارات، كونوا مؤدبين... وبدأ الطلاب بالخروج.
بقيت جالساً في مقعدي إلى أن خرج آخر طالب، ثم خرجت إلى ساحة المدرسة، ووقفت عند الباب، في ذلك اليوم لم أفكر بمعنى كلمة بيطرة، وانصب ذهني على التساؤل عن المسافة بينها وبين المدرسة. سافرت بعد ذلك في الطائرة إلى مدن بعيدة، لكن البيطرة بقيت بالنسبة لي أبعد بكثير من كل تلك المدن!

 

اقرأ أيضاً على حبيبتنا

أنشودة العرب، شعر: علي طه النوباني  

بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا  

الأزمة الاقتصادية، ومصالح الطبقات  

قراءة في رواية دموع فينيس لعلي طه النوباني  

عَهْدُ فلسطين - عهد التميمي  

كذبة نيسان  

الشوكُ جميلٌ أيضا  

«مدينة الثقافة الأردنية».. مراجعة التجربة لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات  

المشنقة  

البيطرة  

قصة نظرة  

عملية صغرى  

سيجارة على الرصيف  

بالشوكة والسكين والقلم  

نهاية التاريخ؟ مقالة فرانسيس فوكوياما  

الدولة العربية الإسلامية / الدولة والدين/ بحث في التاريخ والمفاهيم  

شهامة فارس  

جذورالحَنَق الإسلامي برنارد لويس  

صِدام الجهل : مقالة إدوارد سعيد  

صدام الحضارات؟ صموئيل هنتنغتون 

الفضائيات والشعر  

كأسٌ آخرُ من بيروت 

عمّان في الرواية العربية في الأردن": جهد أكاديمي ثري يثير تساؤلات 

تشكّل الذوات المستلبة  

مشهد القصة بين الريف والمدينة  

وحدة الوجدان والضمير  

«المنجل والمذراة».. استبطان الداخل  

دور المثقف والخطاب العام  

جرش: حديث الجبال والكروم  

في شرفة المعنى 

المثاقفة والمنهج في النقد الأدبي لإبراهيم خليل دعوة للمراجعة وتصحيح المسيرة  

!!صديق صهيوني  

عنترُ ودائرةُ النحس  

فجر المدينة  

مقامة الأعراب في زمن الخراب  

دورة تشرين 

الغرفُ العليا  

الصيف الأصفر  

حب الحياة: جاك لندن 

قصة ساعة كيت تشوبن 

قل نعم، قصة : توبايس وولف 

معزوفة الورد والكستناء  

منظومة القيم في مسلسل "شيخ العرب همام"  

ملامح الرؤية بين الواقعية النقدية والتأمّل  

الرؤية الفكرية في مسلسل «التغريبة الفلسطينية»  

"أساليب الشعريّة المعاصرة" لصلاح فضل - مثاقفة معقولة  

كهرباء في جسد الغابة  

جامعو الدوائر الصفراء  

صَبيَّةٌ من جدارا اسمُها حوران  

 





  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق