السبت، 22 يناير 2011

رحيلُ امرأة


                                           رحيلُ امرأة
                                                                      من وحي مدينة جرش
شعر : ميسون طه النوباني


                           أمسِ انتَصَرتْ قسماتُ امرأةٍ                          
في عيني
في كلِّ رحيلٍ تذرُفُني
عُشباً
و مرايا
و عيون
تذكرُ أنّي كنتُ هنا
خيطَ الشمسِ الأخضرْ
ألوانَ الأرضِ وأكثرْ
في تلك الأيام أنا
كنتُ أنا،
كان ردائي قمراً يُزهرْ
***
تَعِبتْ راحِلتي
في غفلةِ روحي
               سُلِبت أمتعتي
و الوردُ المنثورُ على العشبِ
انتفضَ غريباً
و روائحُ عطرِكِ دانِيَةٌ
منّي
من دِفئي
وشِتائي
و فضاءاتِ العمر المكتومْ
***
صُلِبتْ في قوس النصرِ مناديلي
أجنحةً لتَعاويذ الليل،     
و سبيلُ الحورياتْ
عانقني
وأراقَ دمي
حتى أصبح نهر الذهبِ شراييني
من فوهةِ الأحجارِ تسيلُ ضلوعي
في عمق الأرض يعتِّقُني
كأساً
لدروبِ العشقِ المرويَّةِ بالنورْ
لسنابلِ قمحٍ تنظرُ للتنّورْ
فأشمُّ ظفائرَ أمي
تسبحُ في سَفَري المحتومْ
***
يتحدى الصبحُ على وَجَلٍ
أعباءَ العتمةْ
يتنفسُ جرحي ورقَ الأشجارِ الصفرْ
تسقطُ شاكيةً
ويلاتِ الفرقةْ
حينَ تودِّعُ غصناً يحملها
يختنقُ النايْ
***
أرتيمس
كيف ارتطمتْ يمناكِ بساقيتي ؟
فارتجع الوردْ
كيفَ حصدتِ الدحنونْ ؟
صارت صحرائي خاوِيَةً
وسمائي من غير عيونْ
كيفَ تعرَّتْ أشياؤكِ خلفي 
و رأيتُكِ كاسيةً
بالزعترِ والطيّون
و الدربُ المترعُ بالنار رفيقي
كان هنا
وَجَعاً أخضرْ
***
أرتيمس
ها قد عثر الفارسْ
وانكسرت أجنحةُ العاشقِ لمّا
أسَرتْهُ عيونكْ
عودي
في البردِ على الأغصانِ نديةْ
عودي وَشَقاً
و صهيلاً مجنونْ
***
لو أني غصنٌ محنيٌّ
في غابةِ سروٍ و صنوبر
لَتَفيَّأ ظلِّي ألفُ مسافر 
لو كنت غُبارَ الأرضْ يثورْ
في أحشاءِ الريحِ يقامرْ
لاخْتَبَأَتْ أوصالي
تحت جناحِ العصفورْ
و شَرِبتُ غُيومكِ شوقاً
للأرضِ و أشجارِ الحورْ
لو كنتُ عبيرَ الزهرِ و قلبي
يسكُنُهُ النَّحْلُ العاشقْ
لَتضوَّعَ منْ روحي عطرُ الشوقْ
ومضى في الأفقِ بيارقْ
لنَشرتُ جُماحَ العبق الدَّافئْ
في جعبةِ كلِّ مفارقْ
كي يبقى في سحرِكِ مسجونْ
***
لو كنتُ خيوطَ الشمسْ
لو أنِّي أملكُ يومي أو أمسْ
لَتَجَذَّرَ ساقي في عمقِكِ عذراً
عن كلِّ رحيلْ  

   

اقرأ أيضاً على حبيبتنا

أنشودة العرب، شعر: علي طه النوباني  

بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا  

الأزمة الاقتصادية، ومصالح الطبقات  

قراءة في رواية دموع فينيس لعلي طه النوباني  

عَهْدُ فلسطين - عهد التميمي  

كذبة نيسان  

الشوكُ جميلٌ أيضا  

«مدينة الثقافة الأردنية».. مراجعة التجربة لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات  

المشنقة  

البيطرة  

قصة نظرة  

عملية صغرى  

سيجارة على الرصيف  

بالشوكة والسكين والقلم  

نهاية التاريخ؟ مقالة فرانسيس فوكوياما  

الدولة العربية الإسلامية / الدولة والدين/ بحث في التاريخ والمفاهيم  

شهامة فارس  

جذورالحَنَق الإسلامي برنارد لويس  

صِدام الجهل : مقالة إدوارد سعيد  

صدام الحضارات؟ صموئيل هنتنغتون 

الفضائيات والشعر  

كأسٌ آخرُ من بيروت 

عمّان في الرواية العربية في الأردن": جهد أكاديمي ثري يثير تساؤلات 

تشكّل الذوات المستلبة  

مشهد القصة بين الريف والمدينة  

وحدة الوجدان والضمير  

«المنجل والمذراة».. استبطان الداخل  

دور المثقف والخطاب العام  

جرش: حديث الجبال والكروم  

في شرفة المعنى 

المثاقفة والمنهج في النقد الأدبي لإبراهيم خليل دعوة للمراجعة وتصحيح المسيرة  

!!صديق صهيوني  

عنترُ ودائرةُ النحس  

فجر المدينة  

مقامة الأعراب في زمن الخراب  

دورة تشرين 

الغرفُ العليا  

الصيف الأصفر  

حب الحياة: جاك لندن 

قصة ساعة كيت تشوبن 

قل نعم، قصة : توبايس وولف 

معزوفة الورد والكستناء  

منظومة القيم في مسلسل "شيخ العرب همام"  

ملامح الرؤية بين الواقعية النقدية والتأمّل  

الرؤية الفكرية في مسلسل «التغريبة الفلسطينية»  

"أساليب الشعريّة المعاصرة" لصلاح فضل - مثاقفة معقولة  

كهرباء في جسد الغابة  

جامعو الدوائر الصفراء  

صَبيَّةٌ من جدارا اسمُها حوران  

 

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق