الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

أنشودة العرب، شعر: علي طه النوباني



 

شعر: علي طه النوباني

 

نَزَفَتْ بُروقي في زمانٍ أسودِ

                        وَجَلَسْتُ أكتبُ في الصَّحيفةِ مَوعِدي

لا غيمَ في الصَّحراءِ تقصِدُ ظِلَّهُ

                        لا عشبَ في طاغوتها المُتَجَرِّدِ

قدْ غادرَ الصبرُ الدِّيارَ تَضَجُّراً

                        بعدَ انتظارٍ رامَ أوبةَ مُنْجِدِ

ما خطبُ أولادِ الحرامِ يَروقُهم

                        صوتُ الجِياعِ وَرَجْفَةُ المُتَجَمِّدِ

فتزيني بالبؤسِ يا بنةَ يَعْرُبٍ

                        وتَنَقَّلي مِن نكسة لتشردِ

وَتَحَمَّلي شَظَفَ الحَياةِ لأجلهم

                        وتراقصي وتمايلي وتَودَّدي

وإذا بَراكِ الجوع عُمْرَكِ كُلَّهُ

                        فَتَرفَّعي عن لومِهم وَتَجلَّدي

وإذا أتاكِ البردُ يقطِفُ حِصَّةً

                        فاسْتَسْلِمي وَعَليكِ أن تَتَعوَّدي

قدْ يَجْمَعُ الأوباشُ مِنْكِ رَفاهَهُمْ

                        وَيُحَرِّقونَكِ باللِّسانِ وباليدِ

تبّاً لِخَوْلَة نَرْتَجي أطلالها

                        في الرملِ سابحةً ببرقة ثهمد

لمْ تكْتَحِلْ مِن عُمرها يَوْماً سِوى

                        بالظلمِ والغُصّاتِ والحَظّ الرَّدي

حتى إذا خَرَجَتْ تُميطُ لثامَها

                        جاعَ الكريمُ وَضَلَّ منّا المُهْتَدي

وَتحَوَّلَتْ أيامُنا عَبَثاً فَلا

                        رَجَعَ الصَّباحُ ولا أَضاءَ عَلى الغَدِ

وَتَبدَّلَتْ أحلامُنا غُبْناً فَما

                        يَدري المَساءُ بِلَوْعَةِ الصُّبْحِ النَّدي

ما بيْنَ أولاد الحرام مُخالِفٌ

                        يَروي الشِّكاية مِن ضَميرٍ راشِدِ

فتزيَّني بالبؤس يا بنة يَعْرُبٍ

                        وتراقصي وتمايلي وتجرَّدي

فإذا صَحَوْتِ عَلى الرَّبيعِ هُنَيْهَة

                        هَطَلَ الوُحوشُ كَمِثْلِ سَيْلٍ جارِد

الـرَّملُ فاجعةُ الرحيلِ ونارُه

                        والشوكُ ناصِيةُ الأذى المُتَجَدِّدِ

والدَّرْبُ إنْ كانتْ تَقودُ إلى نَوىً

                        فَلْتَشْتَعِلْ حتّى نَذوبَ بِسَرْمَد

فتزيني بالبؤس يا ابنة يعرب

                        وتمايلي وتراقصي وَتَبَلَّدي

البابُ قَبْلَ الدارِ قبلة هارب

                        والماءُ قُرْبَ النار صَفْعَةُ عائدِ

ما كان من عمر الزمان زماننا

                        لكنَّ ساعتنا تَروحُ وَتَغْتَدي

فتزيني بالبؤس يا ابنة يعرب

                        وتمايلي وتراقصي وتبلدي

لتحميل القصيدة بصيغة بي دي اف اضغط هنا 

 

 

اقرأ أيضاً على حبيبتنا

أنشودة العرب، شعر: علي طه النوباني  

بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا  

الأزمة الاقتصادية، ومصالح الطبقات  

قراءة في رواية دموع فينيس لعلي طه النوباني  

عَهْدُ فلسطين - عهد التميمي  

كذبة نيسان  

الشوكُ جميلٌ أيضا  

«مدينة الثقافة الأردنية».. مراجعة التجربة لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات  

المشنقة  

البيطرة  

قصة نظرة  

عملية صغرى  

سيجارة على الرصيف  

بالشوكة والسكين والقلم  

نهاية التاريخ؟ مقالة فرانسيس فوكوياما  

الدولة العربية الإسلامية / الدولة والدين/ بحث في التاريخ والمفاهيم  

شهامة فارس  

جذورالحَنَق الإسلامي برنارد لويس  

صِدام الجهل : مقالة إدوارد سعيد  

صدام الحضارات؟ صموئيل هنتنغتون 

الفضائيات والشعر  

كأسٌ آخرُ من بيروت 

عمّان في الرواية العربية في الأردن": جهد أكاديمي ثري يثير تساؤلات 

تشكّل الذوات المستلبة  

مشهد القصة بين الريف والمدينة  

وحدة الوجدان والضمير  

«المنجل والمذراة».. استبطان الداخل  

دور المثقف والخطاب العام  

جرش: حديث الجبال والكروم  

في شرفة المعنى 

المثاقفة والمنهج في النقد الأدبي لإبراهيم خليل دعوة للمراجعة وتصحيح المسيرة  

!!صديق صهيوني  

عنترُ ودائرةُ النحس  

فجر المدينة  

مقامة الأعراب في زمن الخراب  

دورة تشرين 

الغرفُ العليا  

الصيف الأصفر  

حب الحياة: جاك لندن 

قصة ساعة كيت تشوبن 

قل نعم، قصة : توبايس وولف 

معزوفة الورد والكستناء  

منظومة القيم في مسلسل "شيخ العرب همام"  

ملامح الرؤية بين الواقعية النقدية والتأمّل  

الرؤية الفكرية في مسلسل «التغريبة الفلسطينية»  

"أساليب الشعريّة المعاصرة" لصلاح فضل - مثاقفة معقولة  

كهرباء في جسد الغابة  

جامعو الدوائر الصفراء  

صَبيَّةٌ من جدارا اسمُها حوران  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق