شعر : هاشم السوافطة
سـكنتُ في أبيـاتٍ كـُـــنَّ سـكَّاني
تضــمُّ شـيئين إيمــائي وإعـلاني
وكنتُ عِشتُ بلا أرضٍ ولا وطـنٍ
والآنَ صارتْ بعدَ التيـهِ عُنـواني
تمزَّقَتْ فوق الأوراقِ مِـنْ حَـزَنٍ
فسِحتُ منـها حـبراً أحـمراً قـــاني
أودعتُ فيـها شــيئاً كنتُ أكتُـمُهُ
حتى بكى الشِعرُ مِما كان أبكاني
ولو بدَتْ أحـزانُ الدهـــرِ أجـمعهِ
ما كان يـبلُغُ كــــلٌ حـدَّ أحـزاني
فكم شُطِرتُ فنصفٌ كان في صُحُفٍ
ثُمَّ يُبعثـِرُ رِمـشٌ نصــفيَ الثَـاني
وهذه لغــتي من أمــسِ تخذلني
إذا بَـدتْ ، ويبيتُ القولُ يأبـاني
تلـكَأَتْ بشِــفاهِي كـــلُّ أحـــرفِهِ
كأنــما أبصَــرَتْها فيــــهِ عينـانِ
علِّي سـكرت وأيٌّ سـوف يوقظني
وكأسُ خَمـرٍ مِنَ العينين أعمـاني
وَلَـو وَجَدْتُ فؤاداً قابــــلاً جَسَدي
لَرَاحَ قَلـبي إلى من كان ينسـاني
لقـدْ رَمَـتْني بسَـهمٍ قَوسُهُ حَــدَقٌ
مِنـْهُ نَزفــتُ بأركــــانٍ وَوُجْـدانِ
إذا قُتـِلتُ فمـا أرضٌ ســـَتؤويني
وليـسَ غيـرَ كتـابي كــان آواني
وكـــلُّ أوراقي حـولي مخضّــَبة ً
كأنـَّما الْحزنُ والأوراقُ أكفاني
لـَو وَقَعَـتْ بـين الكـفين فانتبهي
أنَّ الــذي بـين الكــفينِ ينـْـعَاني
كأنّ مِنْـكِ ومِما صـغتُ تكوينـي
فأنتِ روحيْ ، وهذا الشِعْرُ جُثْمَاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق