شفيق طه النوباني
النسرُ حلَّقَ
دارت الريحُ على مواجعِ رحلته
وتصدّعت مدنُ المآثمِ تحت خفقِ جناحهِ
بلهيبِ عينهِ تنجلي مدنٌ كوتْ قلبه المذبوحْ
بخفقِ جناحهِ سرُّ المغاني والصروحْ
كان الصغيرُ يلاحقهْ:
أبتي
جرحت جناحيَ الملهوفْ
أبتي
جنحتَ بقلبيَ الأبيضْ
لطريقكَ الصَّعبِ
وكويتَ أوّل شهقةٍ في صدريَ الغضِّ
*********
كانت ملائكةٌ تحثُّ الخطى في السماءْ
كانت غيومٌ تنهمي فوقَ الرجاءْ
مدنُ التعاسةِ تكتوي حلم الثمرْ
والنسرُ مهمومٌ
بجناحهِ وهجُ الزمنْ
في جمرِ عينيهِ التقاءُ منابع المطرِِِ
في موجةِ الريحِ
ناورَ
صعقةَ البرقِ
جابَ خبايا الشَّررْ
لكنها كسرتْ جناحهْ
***********
أنا وجهةُ الريحِ وقنصةُ البرقِ
مآلُ بدايةِ البردِ
تعبتْ خطايَ وأذبلتها رعدةُ الخوفِ المبكرْ
وسرَتْ بأحلامي حنايا الدّروبِ الطويلةْ
هل من جلالٍ يقطفُ الثمرَ الربيعيَّ
ويصطفي شبقَ الحياةْ
كمْ باتت الأرزاءُ في صدري
ألـّفتها عشقا يحصدُ القمحَ
ويبني سطوةَ الحياة
بُنيّ....
برخام عينكَ أنبني
ساريةً... سريّةْ
وتشتبكُ الحياةْ
في ظلِّ نرجسكَ النديِّ نجمةٌ
تضيءُ الشراعَ وتنظرُ للسماءْ
************
في جلبة الكونِ هبطْ
وتكسّرتْ مخالبُهُ في صخرةِ المجدِ
وتناثر الريشُ على عشب الحياةْ
وتحلـّقتْ حول الصغيرِ حكايةُ السَّفـَرِ الطويلْ
جابَ جناحُهُ عمقَ الحروفْ
ورشقةَ المطرِ القديمْ
عيناهُ ساقيةُ الزمنْ
عيناهُ قاتلةُ الشجنْ
عيناهُ وجدُ مسافرٍ في سِفْرِ المحنْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق