الأربعاء، 26 أغسطس 2020

الديمقراطيون وتوظيف فيروس كوفيد 19 في السياسة



تاكر كارلسون[1]
ترجمها عن الإنجليزية: علي طه النوباني
في حديث تلفزيوني لمقدم البرامج الأمريكي الشهير تاكر كارلسون على قناة فوكس نيوز يوم 24/8/2020 حول الانتخابات الأمريكية وفيروس كوفيد 19 يقول:
"هل زرت أمريكا مؤخرًا؟ لم يفعل ذلك الكثير من الأمريكيين في الشهور الأخيرة !
 ظلَّ معظم الأمريكيين محجورين في المنزل. وفي المرة القادمة التي تذهب فيها على متن طائرة وتزور زوجًا من المدن الأمريكية، فإنك ستجد تغيرًا كبيرًا قد حدث في وقت قصير.
الكنائس تـقـفـلُ أبوابها صباح الأحد. هذا غريب.
الحدائق مليئة بالمشردين.
وعندما ترى أشخاصًا، فإنهم يميلون إلى ارتداء الأقنعة ولن يقتربوا منك.
إنها تجربة غريبة للغاية. لقد تغير البلد كثيرا. لقد تغيرت الثقافة كثيرًا، وليس للأفضل حقًا. إذن السؤال هو: إلى متى سيستمر هذا الحال؟
كم من الوقت سيتعين علينا التحمل؟
متى سنستعيد بلادنا؟
متى يمكننا العيش كما اعتدنا أن نعيش؟
نادرًا ما يتم طرح هذه الأسئلة، بل إنه لا يتم طرحها.
في البداية، أخبرتنا السلطات أنه يمكننا استئناف حياتنا بعد أن يتم تخطّي الجائحة. لذلك، لدينا معيار جديد لـ (متى يمكننا العودة؟). عندما نحصل على لقاح. سنكون بخير بمجرد أن نتمكن من التطعيم ضد كوفيد 19. لا يزالون يخبروننا بذلك.
تقول ولاية فيرجينيا أنه عندما يتوفر اللقاح سيكون إلزاميًا.
إنهم لا يحتاجون إلى لقاح لفيروس نقص المناعة البشري HIV. وهم لا يحتاجون إلى لقاح لالتهاب الكبد. وهم لا يحتاجون إلى لقاح لالتهاب السحايا. لقد غيروا ذلك الآن.  وكل ما قالوه سابقا غير صحيح من الآن. فوفقًا لإعلان جديد من منظمة الصحة العالمية، لن يكون نهاية لكل هذا. لن تنتهي أبدا هذه الحكاية. ستظل قيد الاعتقال.
 تقول منظمة الصحة العالمية إن إعادة ترتيب المجتمع هو الهدف. " لا يمكننا العودة إلى الطريقة التي كانت تسير بها الأمور، لن نفعل ذلك " هذا اقتباس مباشر من زعيم منظمة الصحة العالمية، وهو ليس في الحقيقة طبيبا؛ لأن COVID-19 ليس أزمة صحية أو حتى فيروس، "إن COVID-19 في حقيقة الأمر - وقد يفاجئك هذا - يتعلق بالتغير المناخي كما قال: "لقد أعطى وباء كوفيد -19 دفعة جديدة لاحتياجات التعجيل بجهود الاستجابة للتغير المناخي. "لكنك لن ترى ذلك في هذا الشهر".
قال بيل جيتس في مقال على موقعه الشخصي على الإنترنت حول انتشار وباء كورونا: "إن الولايات المتحدة سوف تضطر إلى التضحية أكثر من ذلك لإنقاذ الأرض من الدفيئة". والآن، بالنسبة للأشخاص الذين ليسوا من المليارديرات المؤثرين العالميين، فإن هذا كله محير للغاية. ما الذي يتعين على فيروس كورونا أن يفعله مع تغير المناخ؟
حسنا، الصين تسببت بكليهما: كورونا والاحتباس الحراري. ولم ينتقد أيّ من بيل جيتس ومدير منظمة الصحة العالمية أبدًا الحكومة الصينية. فهذا ليس الجانب الذي يريدانه؛ الوباء وتغير المناخ يشتركان في مسائل أخرى غير ما يتعلق بدور الصين، فكلاهما نموذجان مفيدان للتحكم الاجتماعي الشامل، وكلاهما من الأزمات التي لا يمكن حلها بشكل جذري، ويمكنهما التسبب في تجاوز الديمقراطية؛ وإجبار السكان عديمي القوة على الانقياد. الآن نستطيع أن نستجلي الأمر. هل تساءلت يومًا لماذا اعتبر قادتنا أن فيروس كورونا يمثل أزمة صحية عامة كبرى؛ وليس الانتحار وتعاطي المخدرات مثلاً؟
هذا هو السبب. عندما تموت أم تبلغ من العمر 26 عامًا في نيوهامبشاير؛ فإن موتها غير مفيد لِ (بيل جيتس ومدير منظمة الصحة العالمية). ففي غضون أسابيع قليلة فقط، انتشر الفيروس التاجي من وسط الصين عبر أوروبا إلى كل مدينة كبرى في الغرب، وأثناء حدوث ذلك لم تفعل منظمة الصحة العالمية شيئًا لإيقافه؛ بل إنها في الواقع نشرت معلومات خاطئة تشير إلى أنَّ العولمة لها الكثير من المفاجآت وتنطوي على الكثير من المخاطر مثل انتشار الأوبئة بسرعة كبيرة جدًا.
بعد ذلك، كما حدث، فشلت منظمة الصحة العالمية الأكثر أهمية لدينا.
 إنه فساد. هذه مشكلة ضخمة. لكن لا أحد يتعلم من ذلك. متى كانت آخر مرة سمعت فيها بيل غيتس يتحدث عن فشل منظمة الصحة العالمية. أبدا. لن يفعلوا ذلك أبدًا. إنهم لا يستفيدون من الاعتراف بالحقيقة. هذا ما يحدث في كل الأزمات، فهم فقط يأخذون الدروس التي تزيد قوتهم. ماذا عن الاحترار العالمي؟ كم عدد الأشخاص الذين يؤثرون في الاحترار العالمي؟
هذا هو الادعاء الذي يقدمونه. ربما هم على حق. بعد ذلك، تريد إلقاء نظرة عن كثب على الأسباب خلف تلك الانبعاثات الكربونية. ستطرح أسئلة صعبة حول الاقتصاد العالمي. هل تتساءل: مَن الذي يربح من هذا النظام الذي يدمر الأرض؟ إلى أي مدى يساهم أغنى وأقوى الأشخاص في الأرض في انبعاثات الكربون؟ سيكون هذا هو السؤال الأول الذي تطرحه. هذه طريقة منطقية للتفكير في تغير المناخ. وإذا بدأت في التفكير بهذه الطريقة، فقد تصل إلى استنتاج أنّ أشخاصا مثل مايكل بلومبرغ[2] هم من مجرمي المناخ الحقيقيين؛ حيث تنتج طائراتهم الخاصة كميات من الكربون أكثر من القرى الأفريقية قاطبة. وعلى ما يبدو فإنَّ أحدًا لم ينتقد من قبل مايكل بلومبيرج. لقد اعتبر قائدا في محاربة التغير المناخي، وعلى أساس الأرقام فإنّ هذا أمر مضحك.
 كلنا نميل إلى وضع أنفسنا في مركز داعمٍ لرواياتنا الخاصة، لأن الإنسان نرجسي بطبعه، ولكن هذا يَصدُق أكثر على الأغنياء؛ لأنهم يرون في أنفسهم أبطالا. ولكنهم في هذه الحالة يتهربون من المسؤولية، إنهم يربحون مباشرة من هذا النظام الذي يعتبرونه غير صالح ولا يقبلون به. إنهم يعتبرون هذا النظام خطأ الناس وليس خطأهم، فالناس هم الذين يقومون به ويقتلون الإنسانية! إنه خطؤك! أنت من يفعل ذلك! أنت الذي تقتل الإنسانية! أنت الذي يجب أن تتغير! لديك الكثير من الأطفال،  لديك سيارة بيك أب تركبها وتنسى ارتداء القناع، ستذهب للجحيم بسبب ذلك. حظا جيدا مع إفلاس البنوك وانهيار النفط وحياتكم المدمرة أيها الأمريكيون، بينما سيكون الأثرياء في نادي يلوستون لتناول المشروب.
إنها عملية احتيال واضحة. هذه معلومات جديدة أقدمها لن تروها على محطات التلفزيون: قبل أقل من شهر في تموز،  أصدر مركز السيطرة على الأمراض في أتلانتا منظمة الصحة العامة الأولية التي تمولها الحكومة الأمريكية الفيدرالية تعليمات للمؤسسات الصحية في الولاية عن المرضى المصابين بكوقيد 19 لتعقب انتشار هذا المرض تتضمن ملاحظة مهمة مفادها أنَّ هنالك نقصا شديدا في الأدلة على أنَّ الأقنعة تقدم أي حماية ضد فيروس كوفيد 19، كما أن مسؤولي الصحة عملوا لتعقب هذا المرض، واقترح مركز السيطرة على الأمراض تجاهل مسألة ارتداء الكمامات؛ واعتبروا أن ارتداء الكمامات ليس له علاقة أبدا بانتشار الفيروس.
إذن، ليس هنالك دليل حتى الآن على أن الكمامات تحمينا من فيروس كوفيد19!
من الواضح أن هذا هو استنتاج مركز السيطرة على الأمراض. إنه ليس تغريدة أطلقها دونالد ترمب، بل ما أصدره مركز السيطرة على الأمراض للحكومة. لماذا لم يظهر خبر مهم كهذا على الصفحة الأولى في نيويورك تايمز؟ ولماذا تجاهل الإعلام والنخب هذا الأمر في أمريكا؟ وما زالت الأقنعة إلزامية في كلّ مكان. لقد أعلن جو بايدن للتو أنه إذا تم انتخابه، فسيلزمك بارتداء الكمامة عندما تكون بمفردك في الخارج. ما الذي يجري؟
أنت تعرف ما يحدث. الخوف يفعل فعله....
كلما كنت خائفًا أكثر، كلما قبلت أكثر.
مرة أخرى، إنها طبيعة بشرية. كلما زاد قطعك عن عائلتك وأصدقائك، زادت قوتهم في التحكم فيك. وهذه السنة هي سنة الانتخابات. الديمقراطيون يريدون الفوز في نوفمبر. الفيروس هو فرصتهم الرئيسية للفوز. إنهم يستخدمون الخوف من فيروس كورونا لتحقيق ذلك والوصول إلى أهدافهم. وعلى سبيل المثال: أماكن الاقتراع، يريدون إغلاق المزيد منها.
لماذا؟
لفرض التصويت عن طريق البريد.
لماذا؟
لأن التصويت عن طريق البريد يسهل التلاعب به. وسيرتاح الديمقراطيون عندما يوصلوا كوفيد 19 إلى كل الولايات!
ما علاقة هذا بهزيمة الفيروس؟
إنه ليس علمًا.
إنها سياسة. هذا هو الشيء الرئيسي الذي يجب تذكره. كل منا يَفترض أنَّ هذا سينتهي إذا فاز جو بايدن. في يوم الافتتاح.
لا تراهن على ذلك.
لقد أوجَدت جائحة ووهان قادةً أكثر قوة من أي وقت مضى، لماذا سيستمرون في ذلك؟ السياسي الوحيد في أمريكا الذي ترك القوة طائعا هو جورج واشنطن وها هم الآن يُدَمِّرون تماثيله.".


[1] تاكر سوانسون ماكنير كارلسون مذيع تلفزيوني أمريكي ومعلق سياسي ومؤلف وكاتب عمود استضاف برنامج الحوارات السياسية الليلي تاكر كارلسون تونايت على قناة فوكس نيوز منذ عام 2016. أصبح كارلسون كاتبا صحفيًا في التسعينيات ، يكتب لمجلة The Weekly Standard.
[2] مايكل روبنز بلومبرغ ( مواليد 14 فبراير 1942) هو رجل أعمال أمريكي وسياسي ومؤلف. وهو صاحب غالبية أسهم والمؤسس المشارك لشركة «بلومبرغ إل بي»، وكان عمدة مدينة نيويورك من 2002 إلى 2013، وكان من المرشحين في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الديمقراطية لعام 2020. نشأ بلومبيرغ في ميدفورد بولاية ماساتشوستس، وتخرج من جامعة جونز هوبكنز وكلية هارفارد للأعمال. بدأ حياته المهنية في شركة سالومون برزرز للوساطة المالية قبل أن يؤسس شركته الخاصة في عام 1981. تلك الشركة التي سميت ببلومبيرغ إل بي، وهي شركة للمعلومات المالية والبرمجيات والإعلام، وتشتهر ببرنامج محطة بلومبرغ. أمضى بلومبرغ السنوات العشرين التالية كرئيس مجلس إدارة والمدير التنفيذي للشركة. في عام 2020 صنفته مجلة فوربس على أنه من أغنى الشخصيات في العالم في المرتبة السادسة عشرة حيث تقدر ثروته الصافية بـ 48 مليار دولار في 7 أبريل 2020 ،واعتبارًا من 21 يوليو 2020، احتل بلومبرغ المرتبة الثامنة في فوربس (400) بصافي ثروة قدرها 60.1 مليار دولار. تبرع بلومبرغ بمبلغ 8.2 مليار دولار بعد توقيعه على تعهد العطاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق