كتب
وترجم: علي طه النوباني
على
الرغم من عدم إقرار منظمة الصحة العالمية بالحاجة إلى الجرعة الثالثة من لقاح
فيروس كوفيد 19 كما نرى في نص المقابلة المترجمة أدناه، وعلى الرغم من عدم وصول
نسبة التطعيم إلى 30% من السكان في بعض الدول؛ فقد تم الإعلان في بعض الدول التي
لم تصل فيها نسبة التطعيم إلى 30% عن بدء التطعيم بالجرعة الثالثة دون تحديد ذلك
بالفئة قليلة العدد التي تتسم بضعف المناعة الذي ينتج عنه ضعف الاستجابة للجرعتين
الأولى والثانية.
لماذا
الجرعة الثالثة إذا كان أولئك الذين لم يتلقوا أيَّ جرعة من المطعوم يتجولون بحرية
في الدوائر الحكومية والمولات والأسواق والمدارس والحدائق العامة وغيرها! بل إنهم
يتباهون بأنهم لن يستجيبوا لكل النداءات ويُحرِّضون الناس على عدم أخذ اللقاح؟ على
الرغم من أنهم هم الأرض الخصبة لأية طفرات قد يحدثها الفيروس فتكون وبالا عليهم
وعلى سائر الناس!
لماذا
الجرعة الثالثة على الرغم من أن خبيرة منظمة الصحة العالمية المدرجة مقابلتها
أدناه والتي أجريت يوم 11/9/2021 تؤكد أنه لم يثبت الحاجة لها حتى الآن إلا لأولئك
الذين يعانون من ضعف المناعة والذين يشكلون نسبة لا تذكر من الذين تلقوا اللقاح، وتؤكد
أن إعطاء جرعة ثالثة يحتاج إلى المراقبة فيما يتعلق بقضايا السلامة، وأنه لا يتوفر
حتى الآن قاعدة بيانات كافية لتحقيق ذلك.
لماذا
يتم التهاون مع أولئك الذين يصرون على عدم أخذ اللقاح على الرغم من تجاوزه المرحلة
التجريبية وعلى الرغم من ثبوت فعاليته؟ ويتم التركيز فقط على ارتداء الكمامات
وجباية الغرامات!
يدخل
المفتشون إلى المولات ويحاسِبون من لا يرتدي الكمامة، ويتجاوزون عن أولئك الذين لم
يأخذوا المطعوم، ولسان حالهم يقول بأن أغلبية المسؤولين لا يؤمنون باللقاح ولديهم
مخاوف حقيقية منه! ثم يقررون جرعة ثالثة! بل يحددون أن الجرعة الثالثة من نوع
مطعوم مختلف عن الأولى والثانية.
لماذا
توجد مخالفة لمن لا يرتدي الكمامة، ولا يوجد مخالفة لمن يدخل دائرة حكومية أو سوق
تجاري أو مكان عام دون أن يكون قد تلقى اللقاح؟
إذا
كانت المرجعية هي منظمة الصحة العالمية التي لم تؤكد حتى الآن الحاجة إلى جرعة
ثالثة، فمن هي مرجعيتكم، وهل المسألة تحتمل الاجتهاد غير المبني على أسس علمية،
وغير المستند على قرار الجهة المختصة التي تجري الدراسات والأبحاث، وتصدر نتائج
يفترض أنها تعتمد أسس علمية دقيقة.
يا لها
من مفارقة! ستقومون بتلقيح أولئك الذين تلقوا جرعتين دون التحقق طبيا من صحة
الإجراء ودون توصية من الجهة المختصة عالميا وهي منظمة الصحة العالمية على الرغم
من أن 70% من الناس يرفضون حتى الآن ما تم التحقق منه طبيا إلى درجة جيدة!
إذا
كان 70% من المواطنين يرفضون اللقاح، فلمن تعطون الجرعة الثالثة؟ هل ستختصون في
حماية 30% من الناس متناسين أن 70% قد ضربوا سياساتكم الصحية عرض الحائط.
في
لقاء تلفزيوني مع الدكتورة كاثرين أوبراين مديرة قسم التحصين واللقاحات
والمستحضرات البيولوجية بمنظمة الصحة العالمية، والتي أدرج أدناه ترجمتها كاملة،
قالت أنَّها تنظر للجرعة الثالثة من ثلاثة معايير هي:
1-
قد تَلزم
الجرعة الثالثة فقط للأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة.
2- وقد تلزم الجرعة الثالثة إذا
حصل ضعف في المناعة الناتجة عن اللقاح مع مرور الزمن، في حين أن الأدلة تشير إلى أن
اللقاحات تصمد بشكل جيد للغاية للحماية من المرض الشديد أو العلاج في المستشفى أو
حتى الموت.
3-
وقد
تلزم الجرعة الثالثة إذا كان اللقاح غير فعال ضد الطفرات التي حدثت للفيروس، وقد
أثبت الواقع العملي أنها فعالة حتى الآن لجميع الطفرات.
وقالت
أنَّها لا ترى دليلًا قاطعًا على الحاجة إلى جرعة معززة لغالبية الأشخاص الذين تم
تطعيمهم بالفعل، حيث أن أولئك الذين يعانون من ضعف الاستجابة المناعية للقاح هم
نسبة قليلة من الناس. وقالت إن إعطاء جرعة ثالثة يحتاج إلى المراقبة فيما يتعلق
بقضايا السلامة، ويجب أن نرى قاعدة بيانات السلامة قبل أن نقدم أي توصية من هذا
القبيل. وأكدت أن الأولوية الآن هي لتوفير اللقاح للدول الفقيرة التي لم تقم
بتلقيح ما يزيد على 5% من مواطنيها.
النص
الكامل للمقابلة:
·
فيسميتا
جوبتا سميث:
جرعات
معززة. ماذا نعرف عن تلك الجرعات الثالثة من اللقاح حتى الآن؟ هل هي آمنة وفعالة؟
من هم الأشخاص الذين قد يحتاجون إليها؟ وهل يجب على العالم أن يبحث عن جرعات معززة
في هذه المرحلة من الجائحة؟ مرحبًا بكم في
Science. إن "فيسمتا جوبتا سميث "نتحدث اليوم مع الدكتورة "كاثرين
أوبراين". مرحبًا يا كاثرين. لنبدأ بالجرعات المعززة من لقاح كوفيد 19 وما
نعرفه عنها حتى الآن.
الدكتورة
كاثرين أوبراين:
حسنًا،
أولاً، أعتقد أننا يجب أن نميز ما نعنيه عندما نقول جرعات معززة. ما نتحدث عنه
حقًا الآن هو، هل هناك حاجة للحصول على جرعة ثالثة من اللقاح إذا كنت قد تلقيت
بالفعل أول جرعتين؟ وهناك بالفعل ثلاثة أسباب وراء رغبتنا في إعطاء جرعة إضافية.
الأول هو إذا كنت من فئة الأشخاص الذين لم تستجب بشكل كافٍ لأول جرعتين تلقيتهما،
فلدينا بعض المعلومات التي تفيد بأنه قد يكون من الضروري تلقي جرعة ثالثة للأشخاص
الذين يعانون من نقص المناعة لأن الجرعتين العاديتين لا تفعلان ما تفعلانه للأشخاص
الطبيعيين والأصحاء.
السبب
الثاني الذي يجعلنا نعطي جرعة ثالثة هو أنه بمرور الوقت تبدأ المناعة التي تلقيتها
وحصلت عليها نتيجة التطعيم في التضاؤل أو التدهور بمرور الوقت. وفي الواقع، تُظهر
الأدلة الآن أن اللقاحات تصمد بشكل جيد للغاية لحمايتك من المرض الشديد أو العلاج
في المستشفى أو حتى الموت. لذلك لا نرى أدلة قوية تؤدي إلى الحاجة إلى توفير جرعة
ثالثة للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالفعل.
السبب
الثالث الذي قد يجعلنا نرغب في إعطاء جرعة ثالثة هو ما إذا كان أداء اللقاحات أقل
أو غير كافٍ ضد بعض الطفرات المثيرة للقلق التي ظهرت. ومرة أخرى، اللقاحات التي
لدينا الآن تصمد بشكل جيد للغاية ضد الحالات الصعبة وضد الطفرات، ونحن نراقب هذا
بعناية شديدة. وبشكل عام، تعمل اللقاحات بشكل جيد للغاية.
·
فيسميتا
جوبتا سميث
هل
هناك سيناريو قد تحتاج فيه مجموعات معينة من الناس إلى جرعة معززة (ثالثة)؟
الدكتورة
كاثرين أوبراين
في
الوقت الحالي، لدينا بعض الأدلة على وجود نسبة صغيرة من الأشخاص الذين يعانون من
حالات خطيرة من نقص المناعة، والذين لا يبدو أنهم يستجيبون للجرعتين الأوليين
بالطريقة التي يفعل بها الأشخاص الذين لا يعانون من نقص المناعة وهم مع هذا الحال
يحتاجون إلى جرعة ثالثة. ذلك لأنهم لم يستجيبوا بشكل كافٍ لأول جرعتين. ولكن بصرف
النظر عن الحماية التي توفرها الجرعة المنشطة للأشخاص، هناك بعض الاعتبارات الأخرى
التي نحتاج إلى معرفتها.
هل
إعطاء جرعة ثالثة يزيد من الاستجابة المناعية؟ نرى دليلًا على صحة ذلك، ونتوقع أن
يكون ذلك صحيحًا بناءً على ما نعرفه عن كيفية عمل اللقاحات. لكن المسألة الأخرى هي
هل يجب إعطاء هذه الجرعات؟ كما ذكرت من قبل، فإن الأدلة ضعيفة لتقديم هذه الحجة.
نحن بالتأكيد لا نرى دليلًا قاطعًا على الحاجة إلى جرعة معززة بين غالبية الأشخاص
الذين تم تطعيمهم بالفعل.
والمسألة
الثالثة هي السلامة.
إن إعطاء جرعة ثالثة يحتاج إلى المراقبة فيما يتعلق بقضايا السلامة،
ونود أن نرى قاعدة بيانات السلامة قبل أن نقدم أي توصية من هذا القبيل. وهذا
الدليل آخذ في البناء أيضًا، لكننا لم نصل إليه بعد.
·
فيسميتا
جوبتا سميث
لكن
يبقى السؤال مطروحًا هل ينبغي أن ينظر العالم إلى الجرعة الثالثة (المعززة) في هذه
المرحلة من الجائحة؟
الدكتورة
كاثرين أوبراين
في
الوقت الحالي، نحن في وضع حيث يظهر الدليل أن اللقاحات التي تلقاها الناس تصمد
بشكل جيد حقًا لحمايتك من المرض الشديد، وضد الاستشفاء وضد الموت. وهذا هو الهدف
الأساسي من اللقاحات. ما نراه أيضًا هو أننا في وضع غير عادل حقًا في الوقت الحالي
بشأن من حصل بالفعل على الجرعتين الأولى والثانية لتوفير الحماية ضد النتائج
الخطيرة في البلدان منخفضة الدخل والبلدان منخفضة الدخل المتوسط حيث خمسة في المئة
من السكان أو أقل تلقوا لقاحًا بالفعل.
ويقارن
ذلك مع الكثير من اللقاحات التي تم نشرها في البلدان ذات الدخل المرتفع والبلدان
ذات الدخل المتوسط الأعلى. لذا يجب أن ينصب التركيز الآن على الإمداد لحماية
أولئك الأشخاص الذين لم يتم حمايتهم بعد باللقاحات على الإطلاق. سيقلل ذلك من
انتقال العدوى، وسيقلل من احتمالية ظهور المزيد من الطفرات، وسيمنحنا الوقت لرؤية
المزيد من الأدلة حول ما إذا كانت الجرعات المنشطة ضرورية في النهاية أم لا.
لا أحد
في مأمن حتى تتاح لنا جميعًا فرصة التطعيم والحماية من الفيروس بينما تزداد تغطية
اللقاح.
وما
يعنيه ذلك حقًا هو الحصول على جرعات الآن لتلك الأجزاء من العالم التي لم يكن
لديها إمدادات كافية حتى الآن. أثناء قيامنا بذلك، من المهم حقًا مواصلة الإجراءات
الأخرى التي تقلل من انتقال الفيروس. يتضمن ذلك ارتداء الأقنعة وغسل اليدين وعدم
التجمع في حشود كبيرة عندما تكون في الداخل وفي أماكن جيدة التهوية. هذه هي
الأشياء التي، إلى جانب اللقاحات، ستحميك من المرض ومن انتقال الفيروس.
وهذا
هو التركيز الآن. هذا ما سينهي هذا الوباء.
·
فيسميتا
جوبتا سميث
شكرا
لك كيت، إذن حافظ على سلامتك، حافظ على صحتك والتزم بالعلوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق