السبت، 13 نوفمبر 2021

مسلسل الخواجا عبد القادر، ورحلةُ الطُّيور نَحو الطائر الأَكمل

 

بقلم: علي طه النوباني

أولاً: ملخص المسلسل:

ينبغي الإشارة إلى أن هذا الملخص لا يغني عن مشاهدة العمل، وإنما هو تعريف سريع للخطوط العريضة والشخوص الرئيسيين الذين دار حولهم العمل، وقد راعيت فيه ألا يفسد التشويق أثناء المشاهدة قدر الإمكان.

الخواجة عبد القادر عمل تلفزيوني مكونٌ من ثلاثين حلقة، كتبه عبد الرحيم كمال، وأخرجه شادي الفخراني، وشارك فيه عدد من النجوم منهم: يحيى الفخراني، سوسن بدر، أحمد فؤاد سليم، محمود الجندي، سلافة معمار، وغيرهم.

يقوم النجم المتميز يحيى الفخراني بدور هربرت دوبرفيلد المواطن الإنجليزي الذي سيصبح لاحقا الخواجة عبد القادر في رحلة تدمج الخيال بالواقع، والمعقول باللامعقول، منتقلًا من لندن إلى السودان إلى صعيد مصر، مثيرًا لدى المتلقي الكثير من المشاعر المتنوعة، والأفكار الكامنة، والأسئلة الصعبة.

يظهر هربرت/الخواجة عبد القادر في الحلقات الأولى في فترة الحرب العالمية الثانية وهو يشرب الخمر بشكل مستمر تحت أثر الإحباط الشديد لأسباب عديدة منها وفاة شخصين كان يحبهما كثيرا هما شقيقه، وزوج شقيقته في الحرب مع الألمان (الحرب العالمية الثانية)، واكتشافُه خيانَة زوجَتِهِ مارغريت. ويؤكد الطبيب أكثر من مرة أن هربرت سيموت خلال عام إذا لم يتوقف عن تعاطي الكحول؛ لكنَّ هربرت يعلن رغبته في الموت؛ لأنَّه لا يجد هدفاً لحَياته.

يدبر زميل هربرت مَكيدة لِنقلِ هربرت إلى السودان ليعمل في وظيفة هامشية في مَحجر متوقعًا أن يدفعه إلى الاستقالة، لكن هربرت يبدي رغبة حاسمة في الرحيل إلى السودان آملا أنْ يُسَرِّعَ ذلك مَوتَهُ. وهناك يلتقي مع شيخ طريقة صوفية يدعى الشيخ عبد القادر؛ فيتأثر به، وَيُحِبُّهُ كَثيراً، ويعلنُ هربرت إسلامَهُ تاركاً شُربَ الكُحولِ بشكل نهائي، وَمُغَيِّرًا اسمه إلى عبد القادر. ثم يُواظِبُ على حُضورِ جلسات الشيخ عبد القادر إلى أنْ يخلع عليهِ الشيخُ عبد القادر عباءَتَهُ، وهي مكانَة لا تُعطى إلا لِمن بَلَغَ مَرتبةً رفيعة.

تُؤسِّسُ الشركة الإنجليزية محجَرًا جديدا في صعيد مِصر، وتختارُ الخَواجَة عبد القادر ليدير العَمَل هناك، وهناك يعشق زَينب شقيقة زعيم البلدة عبد الظاهر عمران، ويخوض صراعًا صعبًا من أجلِ الزَّواج من زينب. ومن الجدير بالذكر أن قصة الخواجا كلها في المسلسل يرويها المهندس كمال الذي تكفل الخواجا عبد القادر بنفقة معيشته وتعليمه بعد وفاة والده، حيث يزاوج العرض الدرامي بين مرحلتين زمنيتين متباعدتين، فالمهندس كمال يروي وهو في عمر التقاعد ما حدث معه في الطفولة. وتتيح لنا هذه المعالجة المزدوجة الاطلاع على ما حدث مع الجيل التالي للخواجة عبد القادر وزعيم البلدة عبد الظاهر.

    ثانيا: المراجعة الدرامية النقدية:

تحت تأثير الحرب العالمية الثانية، وموت الأحبة، وخيانة الزوجة، يبحث هربرت دوبرفيلد عن الموت من خلال شرب الخمرة بكميات كبيرة ومتواصلة متجاهلا نصائح الطبيب وشروحاته حول الأضرار البالغة التي أصابت كبده إصابة بالغة.

وتحت تأثير قول الحلاج:

وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَربَت                     إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي

وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم                          إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي

وَلا ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً                            إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي

أقول، تحت تأثير إنشاد الشيخ عبد القادر في السودان لهذه الأبيات؛ يعلن هربرت إسلامه، ويغير اسمه إلى الخواجة عبد القادر، ويواظب على الحضور في حضرة الشيخ عبد القادر، فيصبح من أركانها حتى أن الشيخ عبد القادر يخلع عليه عباءته التي طالما تمناها مريدوه، فيتحول هربرت إلى شخص آخر تماما، يمنح الحب للناس، ويساند المستضعفين والمهمشين، ويملك الجرأة لمواجهة الظلم والتعسف، ولا يشرب الخمر.

لم يهتم الشيخ عبد القادر كثيرا بدقة الخواجا عبد القادر في أداء الطقوس الدينية، وهو في ذلك يركز على الباطن العامر بالحب والخير أكثر من الظاهر، ويعتمد على قدرته الخفية في كشف الباطن لدى كل من يتعامل معهم. وينتج عن ذلك إعادة تعريف الأشياء في عالم الخواجا عبد القادر الجديد، فالحب يَتكثَّف في قلبه ويشرق منه ليضيء عليه وعلى الآخرين الذين لديهم الاستعداد لفهم هذه اللغة والتعامل معها بنقاء وصدق.

ولكن، ماذا عن أولئك الذين لا يملكون أي استعداد لفهم هذه اللغة؟ إنهم على الأغلب يمثلون القطيعة المعرفية التي تُفرِّخ اللَّعنات على الحياة والناس، كالشيخ عبد الظاهر وزوجته وابنه يوسف، إنهم لا يفهمون الأسباب، وفقط يريدون النتائج، وربما كان أفضل مثال على ذلك عندما طلب أحمد من والده عبد الظاهر أن يجلب له الخواجا ليعلمه اللغة الإنجليزية، لقد كان دافعه أن يهزم (كمال) أو يتساوى معه على الأقل، وهو بذلك لا يرغب في المعرفة بحد ذاتها، إنه يرغب في الانتصار فقط؟

قال الخواجة عبد القادر للحاج عبد الظاهر: "ابنك حمار ولا يصلح لتعلم الإنجليزي".

هكذا انتهت القصة ولم يفهم عبد الظاهر ولا ابنه يوسف لغة الحب، لغة الشيخ عبد القادر/لغة الخواجا عبد القادر! ولكن الكثير من الناس التقطوا هذه اللغة:

صابر الأعمى مثلًا ألقى بندقيته، وقرر ألا يقتل أحدا بعد ذلك، لكنَّ عبد الظاهر قتله في الليلة ذاتها التي تاب فيها، وكشفه الخواجا عبد القادر قائلا:" وجهك فيه دم ".

شهاوية امتنعت عن استقبال طالبي المتعة، وتحملت الجوع وقسوة الناس، وانتهت إلى فخ عبد الظاهر الذي حبسها مربوطة حتى الموت رغم أنها تحمل في بطنها ابن أخيه زايد الذي تزوجها بعد توبتها.

وحتى المجرمون في السجن التقطوا لغة الحب وعقدوا حلقة للذكر في الليلة التي أعتقل فيها معهم الخواجة عبد القادر بوشاية من عبد الظاهر، فذهل ضابط الشرطة وزار بيت الخواجة معتذرًا.

إنَّ اسمَ عبدِ الظاهر يَدلُّ على مضمون الشخصية، فكل ما يعنيه هو ظاهر الأشياء، وهو غير معنى بتوبة شهاوية أو صابر الأعمى، وغير معني بقلب الخواجا عبد القادر العامر بالحب والتفاني، ولا بقلب زينب التي تحمل فيه القرآن، وتحمل فيه الإقبال على الحبِّ والحياة. كما أن اقتران اسم عبد الظاهر بكلمة "الحاج" يشير أن عبد الظاهر قد أدى فريضة الحج، ولكن الحج طقس ظاهري لا يغير باطن عبد الظاهر ولا ينعكس على سلوكه، وهو دائما يلجأ إلى طقس ديني ليخفف من خوفه من العقوبة على آثـــامه الكثيرة؛ وليس من أجل إعمار قلبه بالحب.

 عبد الظاهر يهدد بالألم آخرين لم يُعَرَّف الأَلمُ في لُغتهم كما لم يُعَرَّف الحب في لغته: "من أحب بصدق ما شعر بالألم، ومن شعر بالألم ما أحب"! لقد كرَّرَ الخواجة عبد القادر كثيراً للحاج عبد الظاهر: " أنا بحب أختك زينب" لكن هذه الكلمة لم تكن مُعَرَّفةً لديه على الإطلاق، إنها القطيعة المعرفية، إنها مسألة تتصل بوجود الأشياء أصلا قبل أن تُسمى، فكيف يدرك عبد الظاهر اسما لشيءٍ غير موجودٍ لديه أصلاً؟ وكيف يُدرِك معنى الدالِّ إذا كان لا يعرف المدلول أصلا؟

هل كانَ عبد الظاهر يمنع زواج زينب لأنه يخاف على ميراثها فقط؟ لقد لمَّحت زوجته "سَلطنة" غير مرَّة إلى أن هذا ليس حبَّ أخ لأخته! وكان عبد الظاهر يسكت على غير عادته، فماذا قصدت؟  هل قصدت أن الحبَّ العفيف غير موجود في معجم عبد الظاهر، وأنَّ هذا الكائن الذي لا يملك حبا في باطنه يتمنى أخته لولا الخوف من المجتمع والعادات والتقاليد، فيحتفظ بها متجمِّدا بين رغبته المجنونة وخوفه من مجرد التفكير بها، فإذا كان الأمر كذلك، فعبد الظاهر هو الأنا الجامحة التي تتجاوز كل الحدود من أجل الذات ومصالحها ورغباتها.  

وهكذا تقوم المقابلة بين أرباب الظاهر من جهة، وأرباب الباطن العامر بالحب من جهة أخرى مع تقديم العديد من الأمثلة:

إمامُ المسجدِ الشيخُ منصور ذو الشكل الظاهري النموذجي لرجل الدين يكذب ويوظف أحكام الدين للظلم على الرغم من أنَّه نشأ في بلاد الإسلام، وفي المقابل فإن الخواجة عبد القادر قد نشأ في لندن، ومظهره لا يشير إلى الظاهر النموذجي للمسلم؛ فقد دخل الإسلام من باب الحبّ عن طريق الشيخ عبد القادر، ولم يعرف الكثير من أحكام الدين الإسلامي وطقوسه، لكنَّهُ يميل إلى الحقِّ والعدلِ والخير، وقلبُه عامِرٌ بالحبّ.

يصاب الشيخ منصور بالصمم بعد أن يدعو عليه الخواجة عبد القادر، فيذهب إليه معتذرا طالبا الصفح، وعندما يعود له سمعُه، يَدَّعِي أَن ماءً قد دَخَلَ أذنَه، وأنَّه لا صِلَةَ للخواجة ودعائه بما حدث، إِنَّهُ نُسخة فَجَّة وكريهةٌ مِن عبد الظاهر يستعمل الطقوس ليتخفف من مَخاوِفِهِ من العِقابِ الإِلهي، وليس من أجل إنبات شجرةِ الحُبِّ وإنمائها في قلبه.

الحاجُّ زايد شَقيقُ الحاج عبد الظاهر والذي زَهَدَ في كُلِّ ما وَرثَهُ عن أبيهِ من مالٍ وأرض، وقضى سَواد عمره في شرب الحشيش وزيارة المومسات؛ تجدُهُ مُتعاطِفا مَعَ الحُبِّ والخير، بل إنه لم يجد مانعا من زواج زينب من الخواجا عبد القادر؛ غير آبه بالمعتقدات المتجمدة والقوالب الجاهزة التي تتناقلها الأجيال غَيرَ مدققة في جَوهَرِها غَيرِ الإِنساني.

المهم إذن هو الباطن أو أعمال القلوب والمقامات والأحوال وليس الظاهر، فإذا كانت القلوب عامرة وَجدَتْ حَبيبها أينما كانت، وأينما كان، وإذا كانت القلوب خرابًا؛ فإنها تنثر اللعنات على أصحابها وعلى المحيطين بهم. لكنَّ المحبينَ أربابَ الباطنِ العامرِ يَرحَلون إلى عوالم أكثر نقاء ويفنى أربابُ الظاهر في شقائهم الأبدي بين المومياءات تمامًا كما حدث مع يوسف عبد الظاهر الذي تَلقّى أكثر من إنذارٍ ليُطهِّر قَلبَهُ المُمتَلِئَ بالأَنانِيَّةِ دونَ أَيِّ فائِدة.

تزور زينب الخواجة عبد القادر فيما لا يميزه إن كان حلما أو حقيقة؛ فَتَطلبُ منهُ أَن يُحضر لها عصفورا يتكلم، وفستانا فيه خيط من فضة وخيط من ذهب، وماءَ زمزم.

 ولعلَّ الذَّهبَ يُشير إلى النُّبوة وهيَ أعلى مَراتِب القربِ من الله، أمَّا الفضة فتشير إلى الوِلاية وهي الرُّتبة الثانية في القرب من الله. وأمّا العصفور فربَّما يُشير إلى قِصة "مَنطِقِ الطَّير" لفريد الدين العطّار حَيثُ يقود الهدهدُ الطيورَ في رحلة نحو الطائر الأكمل والأجمل والسلطان المطلق مرورا بمراحل العشق والمعرفة والاستغناء والتوحيد والحيرة ثم الفناء والبقاء، فيتكبَّدون الصِّعابَ والمشقّات، ويموت الكثير من الطيور، ولا يصل إلى الحضرة إلا ثلاثون طائرا ليكتشفوا أنَّ الطائر الأَكمل هو صورة عنهم.

أمّا ماءُ زمزم فهو عند الصوفية يُغني عن الطعام والشراب لأيام طويلة، وزينب بِذلِك تُعلنُ لعبد القادر أنَّهما سَيَتَحمَّلانِ الكثير من المشقَّةِ والعَذابِ والجوع من أجلِ الوصول إلى الحب الجوهري الخالد! ولهذا فقد قال الخواجا عبد القادر للحاج عبد الظاهر أكثر من مرة: أريد أن أطلب منك شيئاً، ثم كانَ يغير الموضوع، ولا يطلب يد زينب، إلى أن اتخذ قراره الحاسم عندما اجتمع أهل البلدة قرب النيل، فأعلن طلبه أمام الناس جميعاً، وكأنَّما يدعو الناس جميعًا لِخَوضِ المَشقَّة والعَناء من أجل الحُبِّ الجوهَري الخالد والصورةِ الأكمل.

زينب بهذا تدعو الخواجة عبد القادر إلى التَّضحية، وَخوض رحلة الطير الصعبة من أجل الحب الخالد، لأنَّ الطائر الأكمل والحضرة ما هي إلا صورة عنهما، فماذا ينتظران، ولماذا يؤجِّلان رحلتهما نحو السعادة الأبدية، ولماذا يستسلمان لأولئك الذين يمتلكون ظاهرا أجوفَ لا قلب فيه ولا عشق، إنها تدعو الخواجا عبد القادر لرحلة شاقة مليئة بالتحديات يخوضانها معا بآلامها ومصاعبها؛ لكنها في النهاية رحلة نحو الخلود والسعادة الأبدية التي يتناسق فيها الظاهر مع الباطن وتُشرق العيون مستلهمة فيضها من القوة المطلقة التي ما هي إلا صورة عنهما.

لقد أعلن التسلسل الدرامي للعمل منذ الحلقات الأولى أن عالم الحلم المتداخل في الواقع هو جزء أساسي من بنائه، وقد نجح في ذلك أيما نجاح متكئًا على العمق الثقافي والبعد الصوفي المعرفي، وبقي متوازنا بحيث لم يبالغ في الاعتماد على الكرامات والقفزات عن المنطق، والتي لو حدثت فَسَوفَ تُسخِّفُ العَمَلَ وتُحوله إلى كوميديا غير مُقنِعَة، وتفقده تأثيره.

وقد أبدع الموسيقار الكبير عمر خيرت في الموسيقى التصويرية التي ساهمت بقوة في إشعال لحظات الإلهام والكشف، وبخاصة في التنويعات التي أبدعها على مقطوعة الحلاج:" والله ما طلعت شمس ولا غربت"، كما استطاع عمر خيرت بعبقريته الفذة تمثل روح العمل ودلالاته العميقة النابعة من عالم الروح والتي حاول العمل بنجاح باهر أن يمنح المُشاهد شيئاً من تَجلياتِه مهما كان المستوى الثقافي والمعرفي للمشاهد.

أما المؤلف عبد الرحيم كمال فقد نجح في دمج المعارف الصوفية المركبة في عمل درامي مميز يوظف الدوائر الصوفية التي تخلق التناغم والتناسق في فوضى الحياة، وتستدعي التفكير العميق بهدف تكريس بعض المواقف والدلالات، ومحو غيرها، وانتقل إلى الأفق الإنساني العالمي دون أن يخرج من المحلية المصرية في صعيد مصر بكل ما فيها من تناقضات مُعْلِيًا قيمة الحُبِّ في نفوس المتلقين، وزارعا بذرة التغيير في بور الجفاف الإنساني الذي تكرسه بعض القيم والعادات المتحجرة.

كما استطاع المخرج شادي الفخراني – على الرغم من أنه أول عمل له – استطاع أن يستوعب البعدين الدلالي والرمزي المعقدين لمكونات هذا العمل؛ فوظف طاقات النجوم المتميزين الذين قدَّموا أداءً صادقاً ينمُّ عن فهم عميق؛ وأخص بالذكر النجم اللامع في سماء الفن العربي يحيى الفخراني بما لديه من طاقات أدائية وشخصية استثنائية، والنجمة السورية سلافة معمار التي قدمت زينب بفهم عميق ومصداقية لا تخفى على أحد. ولا يفوتني أن أشير إلى الفنان المتميز أحمد فؤاد سليم الذي قدم دورا مركبا وصعبا للغاية بنجاح باهر طاول فيه رواد السينما العربية ونجومها الكبار.

قلت لأحد الأصدقاء أنني أكتب هذه السلسلة من المراجعات لإثراءِ الحسِّ الدرامي عندي شخصيًا، والبحثِ عن مدى قدرة الدراما العربية على المنافسة عالميًا، وقدْ وَجدتُ في هذا العمل مثالا قوياً على أحقية الدراما العربية في البروز عالميا لولا ما يشوب عالمنا اليوم من تحكمِ جهات غير بريئة في تحديد ما ينافسُ وما لا ينافسُ، ولو كان عالمنا ذا باطِنٍ مُشرِق بِالحبِّ والخير لتُرجم مُسلسل الخواجا عبد القادر إلى اللغات الحيَّةِ الأخرى، وحصل على جوائز عالمية، ووصلت رسالة الحبِّ القادمة من الشرق العظيم وَدُرَّتهِ الخالدة مصر لمعظم شعوب الأرض، ولكنَّ عالم اليوم يَحكمه أمثال عبد الظاهر والشيخ منصور مِمَّن لا يعرفون شيئا عن فكرةٍ عظيمة اسمُها الحُبّ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق