الجمعة، 23 نوفمبر 2018

الأشجار المهاجرة


شعر: علي طه النوباني
إهداء إلى صديقي الشاعر العراقي د. سعد ياسين يوسف

الأرضُ بِقاعٌ للضوءِ تموجُ على مَوتٍ هزليٍّ
تبكي من تدمر للبصرة
دالية سمراءُ توارثها الهمُّ
وَهَدَّتها الحَسرة
حينَ تداهمُ طفلا رغبته بالبوح
يمدُّ السجنُ سلاسله
وَيَعبُّ فضاء مقتولاً
أولهُ آخرهُ
ووحوش الليل بلابله
والصخرةُ حينَ تُصاحبُ درب الحلم
يُفارقها عِنب العمرِ الغضُّ
ويَنْقرها مَطَرٌ موبوءٌ بالتيه
الخطوةُ في أي تجاهٍ قهقرة
وفراغ أبديٌّ
الخطوة في أيِّ فراغ تتوقَّد فوقَ الجرحِ كما الجمرة
لا ماءَ يُعيدُ الزهرَ
ولا رِتمَ يُعيدُ الكرَّة
من قال بأنَّ العمرَ رداءٌ يرسمنا بالخطِّ وباللونِ؟
ويُسكِنُنا في زهرة
مَنْ قالَ بأنَّ القلبَ إناءٌ ذهبيٌّ؟
والأشجارُ تلمُّ الأوراقَ
وَتحزِمُ كلَّ حَقائبها للهجرة
مَنْ قالَ بأن الصحراء مدائنُ للعشقِ
وأهدابُ النخلِ تُغالبُ دَمعتها المرَّة
النخلُ لسانُ الأرضِ
ولكنَّ الصمتَ رَغيف أسمرْ
وإذا أبحرْتَ تريدُ تُزيلُ شحوب الشجر الباكي
سَتُشاهدُ ألواناً تتبعثرْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق