الأحد، 31 ديسمبر 2023

رسالة إلى أبي رُغال

 

                                                       شعر: علي طه النوباني

تَوارَ فَـإِنَّ سَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوادَكَ بـــادِ

وَوَجهُـكَ أُسُّ خَـــرابِ البِــــــــــــــــــــــلادِ

وَأنتَ خُــــــــــــــــــــــــــواءُ الطَّريقِ وَأنتَ

غِيابُ الهُدى في القُرى والبَوادي

وَأنتَ حِــــــــــــــــــــــــــــدادٌ يُغطّي مَدانا

وَأنتَ غُـــــــــــــــــــــــرابٌ غَفا في الرَّمادِ

وَأنتَ الهَــــــــــــــــــــــــزيمَةُ في كُلِّ فَجرٍ

وَأنتَ الرَّداءَةُ في كُـــــــــــــــــــــــــــــــــــلِّ نادِ

وَلولا نَراكَ تُفرِّخُ شُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤماً

لَكُــنْـتَ عِداداً بِصَـــــــــــــــــــــفِّ الجَمادِ

وهذا التُّرابُ تَناســــــــــــــــــــلَ عِشْقاً

فَلَيسَ يُســــــــــــــــــــــــــــــاكِنُ قَفزَ الجَرادِ

خَذلْتَ المَواسِــــــــــــــمَ والزَّهْرَ لُؤْماً

وَأَطلقْتَ نارَكَ صَـــــــــــــوبَ الجَوادِ

وَيَوماً سَــــــــــــــــــتَهوي جَريحاً ذَليلاً

وَتَفنى وَحـــــــــــــــــــــــــــــــــــيداً بِغَيرِ عِدادِ

وَأُمُّ المَعــــــــــــــــــــــــــــــــارِكِ جاءَتْ مِراراً

فَأَســـــــــبَلْتَ فيها فُصــــــــــولَ الحِدادِ

خَذَلْتَ الرُّجـــــــــــــــــــــــولَةَ وَالحَقَّ لُؤْماً

وَجانَــبْتَ مَجـــــــــــــــــــــداً طَويلَ العِمادِ

وَسَــــــــــــــــــــــــوفَ أُبَدِّلُ جِلدي بِشَوكٍ

إِذا ما سَـــــــــــــــــــــــــــمِعْتُكَ يوماً تُنادي

سَـــــــــــــــأَنفِي المَوانئَ إِنْ كُنــتَ فيها

وَأُطفِئُ فيها شُــــــــــــــــــــــــــــــموعَ الوِدادِ

وَأَقصِــــــــــــــــفُ صَوتَكَ والأُفقُ يَغلي

وَأَكتُبُ وَحدي فُصــــــــــــــــــولَ الرَّشادِ

لِأَنــــــَّكَ مَـــــــــوْتٌ، لِأَنـــِّيَ صَـــــــــــــــــــــــــوْتٌ

لِأَنَّ المَشـــــــــــــــــــــــــــــــــاعِلَ مَجدٌ يُنادي

أقاوِمُ حَشْــــــــــــــدَ الوُحوشِ الضَّواري

وَأَنتَ تُغازِلُ فُجْرَ الأَعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادي

سَــــيَهوي الرَّقيعُ، وَيَعلو الرَّبيـــــــــــــــــعُ

وَتَمضي بِعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارِكَ واداً لِوادِ

وَمِثلُكَ لَمْ تَصـــــــــــــــــــــــــــــــــــطَفيهِ المَثاني

فَأَثــخن طَعْناً ظُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهورَ العِبادِ

دَعَتْكَ الثــُّريا فَأَســــــــــــــــــــــــــــــــــبَلــْتَ جَفْناً

كَســــــــيراً لِتَسْـــــــــــــــــــكُنَ تَحْـــــــــتَ الرَّمـــادِ

فَما نِلْتَ مَـــــــجــــــــداً أَثيـــــراً يُحــــــــــــــــاكى

ولا غِبْتَ عَنْ صَــــــــــــــفَحاتِ السَّـــــــــــوادِ

سَــــنَطوي الرِّســـــــــــــــــــالَةَ والدَّربُ يَبْقى

وُســـــــــــــــــومَ المُحــــــــــــــــــــارِبِ بَينَ الوِهادِ

وَيَكفِيكَ أنـــَّكَ سَـــــــــــــــــــــــــــــــطرٌ قَصـــــــــيرٌ

تـَقـَــنـَّعَ وَحـــــــــــــــــــلاً وَما رَدَّ عــــــــــــــــــــــــــــــــــادي

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق