بقلم الشاعر الجزائري: مصطفى حمدان
أحبُّ أن أنطلقَ من العنوان الذي يعكسُ إحساس الشاعر
بالقلق والضياع والخوف من المجهول، وهذا الإحساسُ يظهر في أكثرَ من قصيدة بدءاً
بقصيدة "الخرز العسلي" فالغريق والأحزان والطوفان والفراق كلها مفردات
لها دلالات تترجم هذا الإحساس؛ والذي يتواصل في قصيدة " نافذة الصباح"
لكنهُ يبلغُ ذروتهُ في القصيدة العمودية الوحيدة ضمن هذا الديوان الشعري وهي ركاب
الأحبة، والتي تظهر في الوقت ذاته مقدرة شعريَّة فَذّة وقدرةً فائقةً على الخوض في
مختلف القوالب الشعرية وموسيقاها المتنوعة بسهولة وتلقائية.
الحياة في نظر الشاعر علي النوباني لها وجهها الآخر ففيها
المحبة والجمال والعشق والذي يجسده في قصيدة: صبية من جدارا اسمها حوران"، فجدارا
" أو "أم قيس" صبية تمشط شعر سنابلها، وتغسل وجهها في صفحة الماء
الصافية ما يعكس صفاء لغة الشاعر، وتدفقها العذب، وخصوصية الشاعر التي تشكل لغته
الشعرية وتميزه عن غيره.
إنَّ هذه الباقة الشعرية في ديوان " شارع آخر"
تزدحم باللوحات الشعرية الجميلة التي من حقها أن نقف عندها طويلا وأن نتأملها لما
فيها من جمال وصورة وحركية ننحني لها إعجابا، ومن تلك اللوحات تأمل في: بيادر
الصبر، لحم القصائد، رصيف الندم، احتراق النغم، والنهار المذبوح وغيرها من الصور
الشعرية الجميلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق