في أيلة
شعر : ميسون طه النوباني
فجرٌ آخرْ
وصبابةُ عشاقٍ تغدو
ظلَّ مسافرْ
***
فرحاً بالنصرِ تتمتمُ حبات الرملْ
و عرينُ الشاطئِ يستوحي
من وجعِ المرتادينَ قصيدهْ
***
تُفزعهُ أناتُ العشاقِ و ترديهْ
فيكفكفُ ألسنةَ الموجْ
وتُراودهُ أحلامُ القبلاتِ وتحييهْ
فيحلقُ في جزرِِ الوجدْ
*****
في هذا البحرِ تعانقني
أناتُ المارقِ من جنَّةِ روما
تصلبني قدحاً
ثَمِلا
في بابه
و رفيقي قنديلُ البحرْ
عذَّبهُ تلويحُ مفارقْ
غادرَ حوريتهُ الغجريهْ
في سُفنِ الليلِ
فامتشقَ الشاطئَ ظلاً
وتوحَّد مع سربِ نوارسْ
تحترفُ التحليقَ على الشطآنْ
قيَّدَها سجّانُ الجبلِ المحمولِ على رملِ الصحراءْ
××××××
في أيلةَ تحبسني روحي
خلفَ الأسوار
تنتصبُ على أزمنتي
تتلقَّفُ أجنحةَ الريحْ
تحرسني في ظلِّي المهزومْ
***
سجّاني في يدهِ إبريقٌ منْ عتم الليلْ
يتلوى الصبحُ على البابِ فَيَشْربني
قنديلاً
والزيتُ معاوِلُ للغربةْ
عذراءُ تملَّكها عشقُ الحريةِ
فاحترقتْ في شفق الويلْ
زمجرةُ الشاطئِ تسكُنُها
الصخبُ المحتدمُ على الطرُقاتْ
و ظفائِرُها حجرٌ
يمتدُّ على طولِ عناقْ
والنورُ يسافرُ في ليلِ الساحاتْ
***
عاريةٌ تستجدي أرديةَ الرغبةْ
فتقيمُ على أضلعها العنقاءْ
و نخيلُ الشاطئ
و الشَّهباءْ
فردوسُ معابِِدِها خمرٌ
و جنانُ سنابِلـِها ماءْ
فيضٌ من قلبٍ يترقَّبْ
يكتحلُ رحيلاً و رجاءْ
***
شيطانٌ يسكنُ غرَّتها
جرحاً في صلبِ الزمن المقهورْ
فيضاً من وجعٍ و دماءْ
***
يا بحرُ تحررْ
من ضيقي
من وجعي
من صَفَحاتِ الغيبْ
فأنا أرجوحَتُكَ المُرَّةْ
أطلقني مجدافًا
أبحرُ فيكَ ولا أتْعبْ
***
قلبي أفئدَةُ المصلوبينَ على بابكْ
صمتي أقنعةٌ
تكتبها نيرانكْ
أطلقني أُطلِقُ أَجنحتي
و أُضمدُ أشيائي المكسورةْ
***
يا بحرُ شراييني فيكَ معلقةٌ
روحي تلتئمُ على قاعكْ
مرجانكَ وردٌ أحمرْ
و الروضةُ في قلبكَ تُزهرْ
علِّمْني
كيفَ تُفَتِتُ ألوانَ الشمسِ على الأغصانْ ؟
علِّمْني
كيفَ تحاربُ روما ؟
و تمرُّ على الأنباطْ ؟
و تريقُ ذُؤَابةَ عشقكَ
في حضرةِ مملوكْ ؟
و تظلُّ رياحُكَ عاتيةً
وشموخٌ في ذاتك يعلوكْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق