الجمعة، 16 أكتوبر 2015

عملية صغرى



قصة بقلم : علي طه النوباني

قال الطبيب: لا نستطيع بالإمكانات البسيطة المتوفرة لدينا أن نستخرج هذه السماعة الصغيرة من أذنه، لقد دخلت عميقاً ونحتاج إلى تحويلهِ إلى أحد المستشفيات الكبيرة.
وقف والد عامر بالقرب منه، وكان الطبيب يملأ النموذج المخصص للتحويل، تساءل أبو عامر: ماذا سيقول للناس فيما لو تسرب خبر استخراج السماعة من أذن ابنه؟  وماذا سيقول لزملائه من القادة التربويين ومربي الأجيال، لماذا وضع ابنه هذا الجهاز الصغير في أذنه، وفي موسم امتحانات الثانوية بالذات.
كان جدالاً صعباً دار بين أبي عامر وابنه، فاز فيه الابن بجداره عندما برَّر لأبيه لجوءه إلى هذه التكنولوجيا للغش بأن أغلبية الطلاب تقريباً يستعملونها.
نهض الأب عن سجادة الصلاة وهو يسلم يميناً ويساراً وقال لابنه: "خلص، موافق"، كم تكلف لأعطيك المبلغ؟
شرح عامر الأمر بالتفصيل وأن هنالك أكثر من طرف يعرض كل منهم سعراً وأنه سيختار الأنسب والأكثر صدقاً وأمانة لكي يحصل على أفضل النتائج.
وهنا قطع الطبيب على أبي عامر ذهوله مناولاً إياه ورقة التحويل وهو يقول: بالسلامة.
خرج أبو عامر مع ابنه من المستشفى متجهاً إلى السيارة وإلى جانبه عامر، وقد بدت على وجهه علامات القلق والخوف: هل تدخل هذه السماعة اللعينة إلى دماغي، وماذا سيستعمل الطبيب من أدوات ليخرجها، وتخيل الطبيب وهو يُدخل ملقطاً حاداً في أذنه .. لكن والده فاجأه بسؤال صعب: (معقول بيعرفوا يطلعوها؟)
هاه، لن تبقى على أي حال في رأسي إلى الأبد حتى لو تخلصت من رأسي .. لا بد أنهم سيجدون طريقة لإخراجها.
في المستشفى الكبير الذي تم تحويل عامر إليه لم يسمحوا للأب بأن يدخل إلى غرفة العمليات  مع ابنه ، وبعد انتظار صعب امتد لساعة تقريباً خرج الطبيب ماشياً باتجاه أبي عامر وأعطاه سماعة صغيرة بحجم حبة العدس، وقال له: هل تعتقد بأنه كان من الممكن لي أن أنجح في استخراج هذا الشيء من أذن ابنك لو كنتُ وضعت سماعة مثلها في أذني قبل خمسة عشر عاماً؟!


اقرأ أيضاً على حبيبتنا

أنشودة العرب، شعر: علي طه النوباني  

بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا  

الأزمة الاقتصادية، ومصالح الطبقات  

قراءة في رواية دموع فينيس لعلي طه النوباني  

عَهْدُ فلسطين - عهد التميمي  

كذبة نيسان  

الشوكُ جميلٌ أيضا  

«مدينة الثقافة الأردنية».. مراجعة التجربة لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات  

المشنقة  

البيطرة  

قصة نظرة  

عملية صغرى  

سيجارة على الرصيف  

بالشوكة والسكين والقلم  

نهاية التاريخ؟ مقالة فرانسيس فوكوياما  

الدولة العربية الإسلامية / الدولة والدين/ بحث في التاريخ والمفاهيم  

شهامة فارس  

جذورالحَنَق الإسلامي برنارد لويس  

صِدام الجهل : مقالة إدوارد سعيد  

صدام الحضارات؟ صموئيل هنتنغتون 

الفضائيات والشعر  

كأسٌ آخرُ من بيروت 

عمّان في الرواية العربية في الأردن": جهد أكاديمي ثري يثير تساؤلات 

تشكّل الذوات المستلبة  

مشهد القصة بين الريف والمدينة  

وحدة الوجدان والضمير  

«المنجل والمذراة».. استبطان الداخل  

دور المثقف والخطاب العام  

جرش: حديث الجبال والكروم  

في شرفة المعنى 

المثاقفة والمنهج في النقد الأدبي لإبراهيم خليل دعوة للمراجعة وتصحيح المسيرة  

!!صديق صهيوني  

عنترُ ودائرةُ النحس  

فجر المدينة  

مقامة الأعراب في زمن الخراب  

دورة تشرين 

الغرفُ العليا  

الصيف الأصفر  

حب الحياة: جاك لندن 

قصة ساعة كيت تشوبن 

قل نعم، قصة : توبايس وولف 

معزوفة الورد والكستناء  

منظومة القيم في مسلسل "شيخ العرب همام"  

ملامح الرؤية بين الواقعية النقدية والتأمّل  

الرؤية الفكرية في مسلسل «التغريبة الفلسطينية»  

"أساليب الشعريّة المعاصرة" لصلاح فضل - مثاقفة معقولة  

كهرباء في جسد الغابة  

جامعو الدوائر الصفراء  

صَبيَّةٌ من جدارا اسمُها حوران  

 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق