الأحد، 3 نوفمبر 2013

مرثية الغريب



شعر : علي طه النوباني
تُدَبِّر في جَوانِحِك اقتِــــــــــــرابا               وَتَنْزف في مَســـــــــــاكِنِك اغتِرابا
وذاكَ البُعْــــــــــــــدُ مُـؤْتَلِفٌ كثيراً              وهذا القربُ مُشْــــــــــــــــتَعِلٌ غِيابا
وبعض العِشـــــــــقِ تُضرِمُهُ الليالي            فَيَسْــــــــــــــطَعُ في مَنافيكَ انتحابا
وبعضُ القومِ تَحْسَــــــــــــــبُه قَريباً             فَيَنْشُـــــــــــــرُ في مَســـالِكِكَ الضبابا
تُســـــــــــــافِرُ طامحاً للشمسِ يَوْماً             وتَرْجعُ ذابلاً تَرعى السَّــــــــــــــحابا
وَدَرْبُكَ مَــــــــــــــــوْجُها بَحْرٌ بَعيدٌ             تَحَوَّلَ عَنْكَ نَوْرَسُـــــــــــــــــهُ غُرابا
تَظُنُّ براثن الأشـْـــــــــــــواكِ فيها              سُـــــــــــيوفاً أنْبَتَتْ مِنها حـِــــــــرابا
دِيارُ القَــــــــــــــــــوْمِ مُقمرةٌ ولكن             تَــــــــوارى النورُ في العتمِ استلابا
فهذا الســــــــــــــــــــيفُ مِرآة تَراه              لِوَجْهِكَ قَبلَ أن يَغدو سَــــــــــــرابا
وهذي النارُ توقدها لِتصــــــــحو             فَـتـُنْـبتُ حَــولها أرضـــــــا يَبـابــــــــــا
تَبَدَّدَ حَـــــــولَها خَـــــــــــــطوٌ كثيرٌ            وَســــــــــــــــــــــــــــاوَرَ أُفقها بابا فبابا
تُحيلُكَ مِثلمــــا وَرَقٍ قديـــــــــــمٍ             تَبَعْثَرَ بَعْدما أَضْــــــــــــــــــــحى كِتابا
وَقُبَّرَةٍ تُغني فـَـــــــــــــــــــــــوق قَبرٍ             يُنامِي الموتَ مارِدُهُ احــــــــــــتِرابا
مَـــــــــــرافئُ أورَدَتنا البؤسَ حتى           لَبسْــــــــــــــــــــنا الهمَّ من جَزَعٍ ثِيابا
كأنَّ خِـــــــــــــــــيامنا مِن قَبلِ ألفٍ          تُفَرِّخُ في مَســـــــــــــــــــــــالِكِنا ذِئابا
تــــــآكـَــــــــلَ فيهـــــــا الناسُ حتّى           تَظُنَّ الأرضَ عامِــــــــــــــــــرَةً خَرابا
رَأيْتُكَ والليالي مُقمِــــــــــــــــــراتٌ            وَوَجْهُكَ يا أَبي يُحيي الشَّــــــــــبابا
وَقُلتُ بأَنَّني تَعبٌ وَصـــــــــــــدري             يُميطُ النار عن نار عـَــــــــــــــــــذابا
وكانَ الأفــــقُ في وَجَعِ التجــلّي              جريحــــــــــــــــــاً صامتاً أَنِفَ العِتابا
على دَرْبٍ تَهالَكَ مِن خُــــــــطانا               ومن خَطَأ يُخاتِلُنا الصـَّـــــــــــــــوابا
نَزعْتُ الغِــلَّ مِن صَــدري وَلكن                تَشَـــــــظّى القلبُ في الأمرِ ارتيابا
فما أدري أتُشْـــــــرِقُ في هَزيعٍ                شُمــــــــــوسُ الحُلمِ أم تَرِثُ الغِيـابا
دروب العمر تحســـــــبها حكيما                إذا ما مَــلَّ يَحْتَرِفُ السُّـــــــــــــــــبـابا
وَحِكْمَتُنا مَعاول من كَــــــــــلام                  أَشـــابَ الرأسَ مِن عَجَبٍ وشـــــابا
خُيوطُ النســــــــج واهيةٌ وَتَرْوي                حِكايـَـــــةَ زارعٍ نفضَ التــــــــــــرابا
فَشــــــــــــــاهَدَ في  أَنامِــلِهِ فُتوناً                يُزيــــغُ العينَ مَشْــــــهَدُهُ انســـــــيابا
ولما ســــــــــارَ في خيط الأماني                تَمطّى الأفْـــــقُ مُحْــــــــتَرِقاً وَذابا
وأحْسَـــــــــــــبُ أنهُ صِنوُ الرَّوابي               فلا جَبَلاً  تراهُ ولا هِضـــــــــــــــــــابا
أصابَ مَقاتلَ الأحــــــــــــلامِ شَرٌّ                 وكانَ رَمى الجبالَ فَما أصــــــــــابا
وأحْسَـــــبُ أنَّني صَمتُ الفَيافي                وقافلتي تُقطِّعهــــــــــــــــــــــا اكتئابا
على رَملٍ يُشـــــــــاركني حَنيني               وَيَجْمَعُ غَيْمَــــــــــــــةً في الأفقِ بابا


اقرأ أيضاً على حبيبتنا

أنشودة العرب، شعر: علي طه النوباني  

بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا  

الأزمة الاقتصادية، ومصالح الطبقات  

قراءة في رواية دموع فينيس لعلي طه النوباني  

عَهْدُ فلسطين - عهد التميمي  

كذبة نيسان  

الشوكُ جميلٌ أيضا  

«مدينة الثقافة الأردنية».. مراجعة التجربة لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات  

المشنقة  

البيطرة  

قصة نظرة  

عملية صغرى  

سيجارة على الرصيف  

بالشوكة والسكين والقلم  

نهاية التاريخ؟ مقالة فرانسيس فوكوياما  

الدولة العربية الإسلامية / الدولة والدين/ بحث في التاريخ والمفاهيم  

شهامة فارس  

جذورالحَنَق الإسلامي برنارد لويس  

صِدام الجهل : مقالة إدوارد سعيد  

صدام الحضارات؟ صموئيل هنتنغتون 

الفضائيات والشعر  

كأسٌ آخرُ من بيروت 

عمّان في الرواية العربية في الأردن": جهد أكاديمي ثري يثير تساؤلات 

تشكّل الذوات المستلبة  

مشهد القصة بين الريف والمدينة  

وحدة الوجدان والضمير  

«المنجل والمذراة».. استبطان الداخل  

دور المثقف والخطاب العام  

جرش: حديث الجبال والكروم  

في شرفة المعنى 

المثاقفة والمنهج في النقد الأدبي لإبراهيم خليل دعوة للمراجعة وتصحيح المسيرة  

!!صديق صهيوني  

عنترُ ودائرةُ النحس  

فجر المدينة  

مقامة الأعراب في زمن الخراب  

دورة تشرين 

الغرفُ العليا  

الصيف الأصفر  

حب الحياة: جاك لندن 

قصة ساعة كيت تشوبن 

قل نعم، قصة : توبايس وولف 

معزوفة الورد والكستناء  

منظومة القيم في مسلسل "شيخ العرب همام"  

ملامح الرؤية بين الواقعية النقدية والتأمّل  

الرؤية الفكرية في مسلسل «التغريبة الفلسطينية»  

"أساليب الشعريّة المعاصرة" لصلاح فضل - مثاقفة معقولة  

كهرباء في جسد الغابة  

جامعو الدوائر الصفراء  

صَبيَّةٌ من جدارا اسمُها حوران  

 

هناك تعليق واحد: