شعر: علي طه النوباني
حين أُديرُ الظهرَ لأحلامٍ باكيةٍ
تتكورُ في ملكوتِ اليأسْ
يبقى وجهكِ لغزاً
محفوراً في أروقةِ النفسْ
يتعلقُ ياقوتُ الروحِ طويلاً
في خيطٍ معقودٍ
في محرابِ الشمسْ
***
ها عنترُ في حضرةِ سيفٍ نَعِسٍ
يَتَذَكَّر بعضَ العربيةِ
يَتَحَسَّسُ سيفاً مغدوراً
وعَدُوّاً مغروراً
يَتَحَدَّى مَعتوها يَتَزعَّمُ عَبسْ
وأخيراً يَسْمَعُ عَبْلَةَ وهيَ تَصيحُ وَتَبْكي
" لا نخلَ يَهزُّ الراحلُ
كي يلتقطَ الأبطالَ
فيختلفَ الجرسْ
لا بركاتٍ تستنبع ماءً
من حلقات اليأسْ"
***
حافيةً خرجتْ أحلامي
زَرَعَتْ في عيني أفقاً
أبعَدَ ممّا يَحْتَمِلُ البأسْ
وأقولُ لحارسَةِ الشوقِ تَعالي
ربَّ أغانٍ لم يكتحل الأفق بها
ربَّ سماء لم يشتعل البرق لها
ربَّ طريقٍ يتضورُ عشقاً
في أرصفةِ الرأسْ
ربَّ نبيٍّ يتمرَّدُ شوقاً
ربَّ دماءٍ ترسم مجداً أبدياً
في جدران الحبسْ
***
قبل طريقٍ
شاهدتُ النورسَ يَتَخَبَّطُ
بين الجدرانِ
ويحفر في الأرض كما الفأسْ
وأنا أذكرُ
حين رفعتُ الصخرَ عن الورد الأحمرِ
ألفيتُ شفاها لا أحلى
تتورَّدُ في الكأسْ
هل يخرج عنتر مشتعلاً بالثورة والعشقِ
وَيُحَطِّمُ دائرة النحسْ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق