الثلاثاء، 18 يناير 2011

الصيف الأصفر


الصيف الأصفر
علي طه النوباني

كانت يا بوذا

من طاقة كهفي

تُشرق أحلامُ خلاصي

حولي كلُّ البسطاء جياعٌ

 ينتظرون

وعلى أوجههم

 مشهدُ شوقٍ مجنون

قاماتٌ ناحلةٌ وعيون
وشهاب الدين المقتولُ يبعثرُ أوراقه
ما عاد يصدِّق شيئا
حتى إشراقه
وصغارٌ زرعوا الخنجرَ في ظهره
مازالوا غربانا نعاقة
تزداد صفاقة
* * *

كانت يا بوذا

تؤنسني فكرة

وارتَحَلَت عنّي

وعيوني تَبعَت درباً من غير نهاية

غاية بؤسي أنّـي

لبثت في عيني دمعة

وارتَفَعت راية

العشبُ اليابس أفق

والراعي حطَّم نايه

وغبارُ الصيفِ الأصفر
يقتحمُ العالمَ حولي
يلسعني كالنحلِ
لا شيءَ سوى شمسٍ حارقةٍ
وظلالٍ خرقاء
اللون الأصفر فيها
من صُلب الأشياء
واحتنا جفَّت
وبقينا نبحث في الأرجاء
عن قطرة ماء
ماذا نفعل يا بوذا في هذي الصحراء
* * *
واحدودب همّي فوقي
 يقصِف كالبرقِ
تلكَ العزّى تَعشقني صنماً
أو تَحرمني عشقي
هذي اللاتُ تزيِّن لي جوعي
أو ترميني بالفسق
هذي الأصنام أنا خبزتها
إن أحكي
تتحاور في شنقي
تنكرني

وتعيش على خلقي

تبقيني أم لا تبقي

سأكون أنا حتما

إنسانا لا صنما
حتى لو شقّوا حلقي
* * *
قلبي يتضوَّر جوعا ً
والسوقُ تبيع هموماً
والكون يشيع سموماً
ثكلتني أمي
لا اعرف أنّي في عصر كساد
يتطيَّر منّي ربّي
فأصيرُ رماد
*  * *

ماذا يبقى يا بوذا

إن عُرِضَت أحلامي في ثوبِ حداد
في سوقٍ سعَّرها الأوغاد
ماذا يبقى ... إن حبسوني في كأس زجاج
أتفرَّج دوما
وأصفِّق لابن جلا
وأغنّي للحجاج
* * *

يا طفلا يحلم بالخبز وبالسكر

والعالم من حولك يسكر
تلعب "بيت بيوت"
وترى كل الأحلام تموت
تبحث عن لقمتك الحمراء
في تاريخ العظماء
في كتب الفقهاء
وأبوك الكادح
يخبزُ أيـّاما سوداء
يا ولدي
العالم يغرق في دمع الفقراء
قل لأبيك القابع في بحر الحسرات
كفكف دمعكَ يا أبت
واحمل سيفكَ يا أبت
ولنَتَجَلّى فوق النكبات
* * *
جاءكَ بوذا يحملُ فاسه
ويصرُّ على أن يخلع نفسه
يحملُ منجله وينادي الحصادين
الكلُّ سواءٌ
إلا مَن يفقدُ حسَّـــــه


اقرأ أيضاً على حبيبتنا

أنشودة العرب، شعر: علي طه النوباني  

بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا  

الأزمة الاقتصادية، ومصالح الطبقات  

قراءة في رواية دموع فينيس لعلي طه النوباني  

عَهْدُ فلسطين - عهد التميمي  

كذبة نيسان  

الشوكُ جميلٌ أيضا  

«مدينة الثقافة الأردنية».. مراجعة التجربة لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات  

المشنقة  

البيطرة  

قصة نظرة  

عملية صغرى  

سيجارة على الرصيف  

بالشوكة والسكين والقلم  

نهاية التاريخ؟ مقالة فرانسيس فوكوياما  

الدولة العربية الإسلامية / الدولة والدين/ بحث في التاريخ والمفاهيم  

شهامة فارس  

جذورالحَنَق الإسلامي برنارد لويس  

صِدام الجهل : مقالة إدوارد سعيد  

صدام الحضارات؟ صموئيل هنتنغتون 

الفضائيات والشعر  

كأسٌ آخرُ من بيروت 

عمّان في الرواية العربية في الأردن": جهد أكاديمي ثري يثير تساؤلات 

تشكّل الذوات المستلبة  

مشهد القصة بين الريف والمدينة  

وحدة الوجدان والضمير  

«المنجل والمذراة».. استبطان الداخل  

دور المثقف والخطاب العام  

جرش: حديث الجبال والكروم  

في شرفة المعنى 

المثاقفة والمنهج في النقد الأدبي لإبراهيم خليل دعوة للمراجعة وتصحيح المسيرة  

!!صديق صهيوني  

عنترُ ودائرةُ النحس  

فجر المدينة  

مقامة الأعراب في زمن الخراب  

دورة تشرين 

الغرفُ العليا  

الصيف الأصفر  

حب الحياة: جاك لندن 

قصة ساعة كيت تشوبن 

قل نعم، قصة : توبايس وولف 

معزوفة الورد والكستناء  

منظومة القيم في مسلسل "شيخ العرب همام"  

ملامح الرؤية بين الواقعية النقدية والتأمّل  

الرؤية الفكرية في مسلسل «التغريبة الفلسطينية»  

"أساليب الشعريّة المعاصرة" لصلاح فضل - مثاقفة معقولة  

كهرباء في جسد الغابة  

جامعو الدوائر الصفراء  

صَبيَّةٌ من جدارا اسمُها حوران  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق