السبت، 22 يناير 2011

أغنيةٌ للبتراء


أغنيةٌ للبتراء
شعر : ميسون طه النوباني


فوقَ مَداها
إنْ تُصغي لسكونِ الليل
ستراودك الريحْ
وتَحُطُّ على أهدابك حتّى
لا تنظرَ إلا خلجات الصخرْ
سَيُمرِّغُ أنفكَ هذا الصبرْ
ويُوافيكَ الخجلُ
سَتَشمُّ روائحَ عطرٍ
تقطر من قلب صبيَّهْ
أرَّقها العشقُ فراحتْ
تنثرُ في الصخرِ قلائِدها
تحفرُ أوجاعَ القلبِ بلون القنبِ و المرمرْ
تبكي
 و دموع العينِ كما الأزهارْ
تَتَورّد أركانُ الوادي
تفضحُ أجزاءَ الروحْ
تسكب من مقلتها قمراً
فينير سماءَ الوادي
و يسافر في عين العاشقْ
مَن أشعل هذا النور ؟
مَن أيقظ هذا الوجد؟
في الصخرِ
في الرملِ
في القلبِ
في مِقبضِ سيفي
حينَ أجابهُ جيشَ الرومْ
حينَ أُعانقُ خَيلي
لن تُسرقَ آدومُ أغانيها
ما دامَ النورُ يسافرُ في قلبي
سأُقبِّلُ أرجاءَ الأرضِ و أصغي
لظفائرَ
تنزفها روحي
عشقاً لا تدركهُ الأشياءْ
في القلبِ حبيبٌ لا ينسى أبداً جَنَّتَهُ
***
فتراها تلبس ثوب العرسْ
ترقصُ فوقَ شموخ السيقْ
فيحاكي الثوبُ ضياء الشمسْ
يروي قصتها
بين الظل وبين النورْ
***
فوق مداها
إنْ تصغي لسكون الليلْ
سترى الماردَ يخرجُ من قلبِ الخزنهْ
و يُحلق في أروقةِ الديرْ
ينحت تيجاناً ومغاورْ
يرسمها قلباً ينبضْ
ويقدم قرباناً للشمسْ
فتصير قراها أعمدةً ومعابدْ
***
إن تصغي لسكون الليلْ
سَيَرِقُّ القلبُ لصوت الفأسْ
يمحو ويُعيد بناءَ الأشياءْ
سترى عشتارَ تُمشِّط أهداب الأرضْ
تُزهرُ في يدها الصحراءْ
تَرتشفُ رحيقَ الكدّْ
فَتعانقُ جنةَ حورانْ
***       
إن تصغي لسكون الليل
قدْ سلبت لبّكَ أناتُ الوادي
والريحُ تسابقها الريحْ
تعزف للفجر نشيداً
من فرح الروحْ
تنبئك بأنك جزء من هذا السحرْ
ترديكَ قتيلاً
إن طأطأت الرأسْ
وتلوِّح قلبكَ
إن راودك اليأسْ
في هذا الأفقِ ستعرفُ أنك مخلوق أزليٌّ
تسعى دوماً للخلدْ
بالعزم تذيب أناشيد الأرضْ
تقطف من آنية العِزَّةِ
قمراً
وفؤوساً
فتُميت البردْ


















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق